دعا الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد حركة "الشباب المجاهدين" للحوار والمصالحة، وذلك بعد استيلاء قوات حكومية صومالية وإثيوبية السبت على مدينة "بلدوين" الاستراتيجية وسط الصومال. وطالب الرئيس الصومالي حركة الشباب "بالتوقف عن قتل مزيد من الأبرياء وإطالة المعاناة عليهم"، داعيا إلى "الحوار والمصالحة". من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية بيركيت سايمون: إن القوات الإثيوبية والصومالية استولت على مدينة "بلدوين"، وذلك بعد هجوم شنته القوات الإثيوبية على المدينة من الجهتين الشرقية والشمالية، في معارك شرسة استخدم الجانبان فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة. وقال أحد سكان المدينة: إن القوات الإثيوبية قصفت بالمدفعية الثقيلة أطراف المدينة وداخلها، غير أنه لم يذكر سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وأكد في تصريحات ل"الجزيرة نت" أن المدينة تقع الآن تحت سيطرة القوات الإثيوبية والصومالية التي ترافق الإثيوبيين، وأن مقاتلي حركة الشباب المجاهدين انسحبوا إلى خارجها. وأعلنت حركة الشباب المجاهدين أن معارك ضارية اندلعت في الجزء الشرقي من المدينة. وذكرت تقارير إعلامية في الصومال أنه كان هناك قصف وقتلى مدنيون. وقالت الحركة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن قواتها قامت ب"انسحاب مخطط له من المدينة، وهي تطوقها حاليا". ولم تعترف الحكومة الصومالية -التي تحظى بدعم دولي- بوجود قوات إثيوبية بالفعل داخل البلاد، غير أنها أصدرت دعوة السبت إلى دول جوار مثل إثيوبيا لتقديم المساعدة لدحر حركة الشباب. وزحفت القوات الإثيوبية إلى الصومال في أواخر عام 2006 بدعم من الولاياتالمتحدة لكبح جماح الحركة التي تسيطر على جنوب البلاد، غير أن تلك الخطوة لم تحظ بشعبية في الصومال وبرزت حركة الشباب آنذاك كقوة متمردة. وغادرت القوات الإثيوبية عام 2009، بعدما شكلت الصومال حكومة انتقالية جديدة لإعادة الاستقرار إلى البلاد التي تشهد حربا أهلية منذ عام 1991. وكانت كينيا قد تحركت بقواتها نحو جنوب الصومال في أكتوبر لتفتح بذلك جبهة ثانية ضد حركة الشباب التي طردت من العاصمة مقديشو في أغسطس على أيدي قوات الحكومة الصومالية مدعومة بأكثر من تسعة آلاف جندي من قوات الاتحاد الأفريقي.