أفاد شهود أن مقاتلي حركة الشباب الاسلامية انسحبوا من عدة مواقع امام زحف قوات الجيش الاثيوبي والحكومة الانتقالية الصومالية التي تقترب من بيداوة اكبر معاقل حركة الشباب في جنوب الصومال. واكد بعض السكان لفرانس برس ان مقاتلي الشباب انسحبوا مساء الثلاثاء من مدينة بردال (50 كلم عن باداوة) حيث بدأ تدخل القوات الاثيوبية والصومالية. واوضح سليمان محمد من سكان المدينة ان "بردال خالية تماما هذا الصباح، لقد فر مقاتلو الشباب وباتت المدرعات الاثيوبية قريبة جدا، انها في الضواحي". واضاف "لا اتوقع معارك هنا نظرا لانه لم يبق لهم الان اي قدرة على المقاومة".وشنت القوات الاثيوبية التي توغلت في جنوب وغرب الصومال في تشرين الثاني/نوفمبر، الثلاثاء هجوما كبيرا في اتجاه بيداوة (250 كلم شمال غرب مقديشو) حيث كان مقر البرلمان الانتقالي الصومالي بين 2006 2009. واكد المسؤول في قوات الحكومة الانتقالية محمد ابراهيم حبساد المتواجد على خط الجبهة في بيداوة، لفرانس برس ان قواته سيطرت على بردال بدون معارك.وقال حبساد الذي كان زعيم ميليشيا الروحانيين المحلية واصبح نائبا، ان "قواتنا والجنود الاثيوبيين الذين يساعدونها سيطرت على بردال وسنواصل الزحف حتى نسيطر على بيداوة قريبا جدا".وتابع ان "المتطرفين لم يقاوموا بل فروا وسنواصل مطاردتهم حتى استئصالهم" مؤكدا ان الهجوم الحالي "لن يترك اي منطقة تحت سيطرة الارهابيين" الذين "سيطردون من كل قرية ومدينة يسيطرون عليها". وافاد شهود في بايداوة ان عائلات معظمها من انصار الشباب هربت من المدينة في اتجاه افغويي التي يسيطر عليها المتمردون لكن القوات الصومالية القادمة من مقديشو تقترب منها على مسافة ثلاثين كلم جنوبا. وقد تراجع اسلاميو حركة الشباب الذي توعدت بالاطاحة بالحكومة الانتقالية، في اغسطس عن مواقعهم في مقديشو لكنهم ما زالوا يسيطرون على معظم مناطق جنوب ووسط البلاد. وباتوا يخضعون لضغط عسكري تمارسه قوة السلام الافريقية والجيشان الكيني والاثيوبي في جنوب ووسط البلاد المحرومة من حكومة فعلية وتعاني من حرب اهلية منذ عشرين سنة. وفي محاولة لاخراج البلاد من الفوضى ينعقد مؤتمر دولي حول الصومال الخميس في لندن. وذكرت صحيفة بريطانية الاربعاء أن بريطانيا والدول الاخرى الاعضاء بالاتحاد الاوروبي تدرس مدى جدوى الضربات الجوية للتصدي للتهديدات المزدوجة للقرصنة والحركات المسلحة الاسلامية في الصومال.وقالت صحيفة غارديان إن مجلس الامن القومي البريطاني ناقش القضية في الاشهر الاخيرة لكنها مازالت "على لوحة الرسم في الوقت الحالي". وحذر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي.بي.سي" امس من "التهديد الحقيقي" الذي تفرضه جماعة "شباب المجاهدين الاسلامية" في الصومال. وأضاف كاميرون "التهديد الامني حقيقي وأساسي فهو يستند إلى حقيقة أن جماعة شباب المجاهدين منظمة ترتبط الان بشكل صريح بالقاعدة".