قال وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة ل (عناوين) إن وزارة الصحة تقوم بالتنسيق مع فروع وزارة الزراعة والأمانات في المناطق الجنوبية وتكثيف جهودهم في الاستكشاف الحشري والرش لمكافحة الناقل لمرض حمّى الوادي المتصدّع ومعاينة الماشية. وأضاف أن الوزارة تعمل بجهود مشتركة مع جميع الجهات الحكومية لمحاصرة المرض وضمان السيطرة عليه وفق الخطط والآليات المعدة مسبقاً، مؤكدا أن الوزارة ستتعامل وفق مبدأ الشفافية مع جميع الحالات. من جانبها قالت رئيسة قسم التوعية الصحية بمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى بسمة عبد الله قاضي حول تشخيص حمّى الوادي المتصدّع، إنه كما هو الحال مع حمّى الضنك والحمّى الصفراء, فإن طريقة التشخيص صعبة, حيث لا يمكن الاعتماد على العلامات السريرية, لأن هذه العلامات المرضية تكون متشابهة في كثير من مجموعات الفيروسات المسبّبة للحمّى النزفية , أما التشخيص السيرولوجي فهو معقد, بسبب التداخل الأنتيجيني للفيروسات المختلفة في مجموعة الأربوفيروس، إضافة إلى صعوبة عزل الفيروس عن الشخص المصاب بوجود الأجسام المناعية في الدم, وكذلك قلة الزرع النسبي (TISSUE CULTURE). وأشارت بسمة إلى أن التقنيات الحديثة, مثل (PCR) ساعدت إلى حد بعيد على التشخيص المخبري. ولكن هذه التقنية باهظة الثمن, وتحتاج إلى خبرات متدربة للعمل عليها غير موجودة في مختبرات دول العالم الثالث، أما مصادر المختبرات المرجعية فإنها محدودة, إضافة إلى قلة الاتصالات بين قطاعات الصحة البشرية والصحة العامة البيطرية في كثير من البلدان الموبوءة بالمرض. وأوضحت أن عديدا من المسؤولين في الصحة العامة البيطرية في كثير من دول العالم تسيطر عليهم ما يسمّى عقلية الحمّى القلاعية (FOOT-AND-MOUTH DISESE MINDSET) حيث الفكرة الأساسية لديهم هي الحجر الصحي, وذبح الحيوانات المصابة كإجراء روتيني للسيطرة على المرض, وهذه العقلية أدت إلى قلة الخبرة في السيطرة على الحشرات الناقلة, إضافة إلى الوسائل الأخرى المطلوبة للتعامل مع ظهور هذه الأمراض في مناطق لم تكن معرضة في السابق لهذه الفيروسات. وأضافت أن استراتيجة التعامل والسيطرة على الأمراض الفيروسية القابلة للظهور بين فترة وأخرى تتضمن نقاطا عديدة, مثل: إجراء المسح الوبائي والبيولوجي, وأنظمة التشخيص المخبري, وبحوث تطوير اللقاحات واستخدامها, وتهيئة أنظمة الطورائ, وأنظمة التدريب, والاهتمام بمصادر المياه الآمنة, معالجة فضلات الصرف الصحي, والسيطرة على ناقلات المرض. وطالبت عند الاشتباه بحدوث مرض معدٍ، بالتعاون بين الأطباء وأخصائيي الأمراض وأخصائيي علم الفيروسات, وكذلك أخصائيي علم الأوبئة, والعمل معا لتقييم مدى التأثير في الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة (POPUL ATION) وعند ظهور مثل هذه الحالات المشتبه بها على أنها أمراض معدية, يجب العمل على عزل وتوصيف العامل المسبب لكي يتم تطوير أنظمة التشخيص المخبرية وإجراء مزيد من البحوث الحقلية. وكانت وزارة وزارة الصحة قد أعلنت يوم الخميس الماضي، أنه تم اكتشاف إصابة مواطن بمرض حمّى الوادي المتصدّع في منطقة نجران. وأصدرت وزارة الصحة بيانا أوضحت فيه أن الإصابة لمواطن في الأربعينيات من العمر كان قد سافر إلى أحد المراكز الساحلية بجنوب المملكة على البحر الأحمر لمدة يومين. وأضافت أنه تم استقبال المريض في أحد مستشفيات منطقة نجران، إذ كان يعاني اشتباها بحمّى نزفية وتم تنويمه وفحصه مخبريا بحسب الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالة وثبتت إيجابيته لحمّى الوادي المتصدّع وأُعطي العلاج الداعم وخرج من المستشفي بعد شفائه. كما قامت الوزارة باتخاذ الإجراءات الوقائية ومناظرة المخالطين ووجدوا أنهم لا يعانون أي أعراض مرضية.