لم يفق السعوديون من كابوس (إنفلونزا الخنازير) التي ظهرت نهاية العام الماضي لتخطف معها أرواح مئات الأبرياء، إلا على أنباء غير سارة ساقتها وزارة الصحة أمس تتعلق بعودة حمى الوادي المتصدع مجددا. وأعلنت الوزارة اكتشاف إصابة مواطن بحمى الوادي المتصدع في منطقة نجران. وأصدرت بيانا أوضحت فيه “أنه نتيجة المتابعة المستمرة منها ومن وزارة الزراعة للأمراض المعدية في المناطق المختلفة ومنها الجنوبية ولاسيما الأمراض المنقولة بالبعوض أو الماشية، فقد تم اكتشاف حالة إصابة بمرض حمى الوادي المتصدع في نجران”. أضافت الوزارة: “أن الإصابة لمواطن في الأربعينيات من العمر كان قد سافر إلى أحد المراكز الساحلية بجنوب السعودية على البحر الأحمر لمدة يومين”. وأضافت أنه تم استقبال المريض في أحد مستشفيات نجران، إذ كان يعاني من اشتباه بحمى نزفية، وتم تنويمه السبت الماضي وفحصه مخبريا بحسب الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالة، وثبت إيجابيته لحمى الوادي المتصدع، وأعطي العلاج الداعم وخرج من المستشفى بعد شفائه أمس الأول”. وأشار الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي باسم الصحة إلى أن وزارته تنبأت بذلك قبل أسابيع، حيث زار فريق طبي برئاسة الدكتور زياد ميمش وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي، وفريق متخصص من أمريكا جازان ونجران وبعض المناطق الجنوبية لاستعراض آليات التعامل والوقاية من الأمراض الوبائية، والقطاعات ذات العلاقة فيما يخص مكافحة مرض حمى الوادي المتصدع، ومراجعة الإجراءات المطبقة لمكافحة مرض الملاريا وغيرها. وأكد أن (الصحة) راصدة للحالات والأحداث بدليل إعلانها عن الحالة فور اكتشافها: “مستمرون في عمليات المتابعة، وكذلك عمليات الرش بالتعاون مع الأمانات والبلديات لمكافحة جميع الأمراض المعدية، وكنا نتوقع عودة حمى الوادي المتصدع لوجود كثير من المعطيات”، مشيرا إلى أن لدى الوزارة خطة واضحة للقضاء عليها مجددا. وفيما إذا كانت الأجواء الحالية التي تشهدها مناطق الجنوب من جراء كميات الأمطار الكبيرة ستسهم في انتشار المرض علق: “بالتأكيد، لكننا نأمل أن نوفق في خطتنا الحالية المتمثلة في تكثيف الرش والتوعية”. وعن تكريس مبدأ الشفافية والإعلان عن الحالات المسجلة أجاب: “هذا نهجنا، وسرنا عليه أثناء ظهور الوادي المتصدع في السنوات الماضية وكذلك مع إنفلونزا الخنازير، وهذا توجه القيادة العليا والمعلومة التي تهم المواطن لن نخفيها إطلاقا”. يشار إلى أن حمى الوادي المتصدع عبارة عن نوع من الحمى الحادة يسببها فيروس يصيب الحيوانات وينقل بواسطة البعوض خلال سنوات المطر الكثيف (أو عند ازدياد نسبة الرطوبة). وكان أول بلاغ عن المرض بين المواشي من قبل البيطريين في كينيا عام 1900.