أقرت وزارة الصحة بعدم تمكنها من القضاء على مرض «الخرمة» وأن هناك حالات تسجل ويتم الإبلاغ عنها في منطقتي نجرانومكة. وقال وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش في تصريح إلى «الحياة» حول تعاملها مع مرضي حمى الوادي المتصدع والخرمة: «قضينا على مرض حمى الوادي المتصدع أما مرض الخرمة فما زلنا نسجل حالات في منطقتي نجرانومكة بعد الإبلاغ عنها، وهي تخضع للعلاج الآن». وأضاف أن هناك برامج طبية وقائية تعمل عليها وزارات الصحة، والزراعة، والشؤون البلدية والقروية، لتقليل أعداد الحالات، وتكثيف الجهود التوعوية والوقائية، والرش، والتشخيص السريع، مشيراً إلى أن مرض الخرمة الذي ينتقل من المواشي إلى الإنسان يشبه مرض حمى الضنك الذي ينتقل من البعوض إلى الإنسان. ولم يكشف وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي عن العدد المسجل والمصابين بالمرض، غير أنه طمأن بوجود إجراءات وجهود من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة مرض حمى الخرمة للقضاء عليه. وأفاد ميمش أن حمى الخرمة النزفية من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان والمنقولة من طريق حشرة «القُرَاد»، إذ تنتقل من الحيوان للإنسان بواسطة قرصة «القراد» الذي يوجد في حظائر المواشي (الخِراف والأغنام والجمال)، لافتاً إلى أن الحيوانات المنزلية الأليفة مثل القطط والأرانب تحمل القراد الناقل للمرض أيضاًَ، وموضحاً أنه لا توجد أدلة علمية موثقة تثبت أن المرض ينتقل من طريق البعوض. وبدأ ظهور المرض بعد اكتشاف 11 حالة في منطقة «الخمرة» جنوبجدة بين عامي 1994 و1999 بمسمى «الخرمة»، وعاود الظهور ثانية في عام 2001 خلال موسم الحج في مكةالمكرمة بين أربعة أفراد وتم تأكيد 20 حالة في الفترة بين 2001 و 2003 في مكةالمكرمة، ومن ثم اكتشاف أربع حالات للمرض في مدينة جدة إحداها لعامل بمهنة «جزار». واكتشف المختبر الإقليمي التابع لوزارة الصحة نهاية عام 2009 المتزامن مع موسم حج العام قبل الماضي 1430 أربع حالات لفيروس حمى الخرمة، من خلال سلسلة فحوصات يجريها على عينات اشتباه بالحميات النزفية مثل حمى الخرمة، «والشيكونقونيا»، وحمى الوادي المتصدع، وحمى وادي النيل، إضافةً إلى فيروس حمى الضنك. وأصدرت مديرية الشؤون الصحية بياناً توضح فيه تغيير مسمى مرض «الخمرة» إلى الخرمة في 12 يناير 2010.