تفكرت يوماً وأنا خلف أبواب المستشفيات عن نِعم كنا قد نسيناها وربما تناسيناها، رأيت في تجوالي هناك، أُناس قد أصيبوا بالسرطان، وآخرين بالفشل الكلوي والبعض بأمراض القلب والسكري، وبعض النعم التي لم نشعر بقيمتها إلا عندما نفقدها أو نتفكر بها، هناك من لا يجد العلاج المناسب ربما بسبب الفقر أو بقلة المادة. تفكرت حينها بأننا لم نؤدي شكرها ولم نتفكر بعظيم صنع الله فينا يومآ، فقيل' النِعم زواله إذا لم تؤد شكرها'. قال تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله، إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا( عجبا للمؤمن لا يقضي اله له قضاء إلا كان خيرا له، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له)، الشكر هو صفة من صفات عباد الله المؤمنين، فالشكر وجب على كل مؤمن، كي يشكر الله على النعم التي لا تعد ولا تحصي التي أعطاها إياه، وقد تميز المؤمن بشكر الله لأنه يعلم أن كل ما يأتي من الله هو خير له وإن كان ظاهره شرا، لان الله لا يبعث لعبده إلا خيرا. احمد الشقيري: إذا أنعم الله عليك بصحة وعافية وجسد سليم والحمد لله فاحمد الله على هذه النعم بأن تتبرع ببعض من دمك للمحتاجين .. فالله يثول ( لئن شكرتم لأزيدنكم) فالتبرع بالدم واحدة من أساليب شكر نعمة الصحة وليديمها الله عليك بإذن الله. فهناك من آلمه وجعه وبات شاكراً لله، وهناك من يبحث بين أروقة المستشفيات عن علاج لمرضه أو مرض لأحد غالي عليه، ويظل شاكراً وحامدا لله،، فإذا شعرت بأي ضيق أو ياس من الحياة فزر المستشفيات وسكانها وأحمد الله وانظر إلى الرضا والتفاؤل والرجاء في حياتهم.