أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، لأن في ذلك الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة . وتحدث فضيلته في خطبة الجمعة اليوم عن نعمة الشكر، فيما خصص جانبا منها عن البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، وما تحقق بها من منافع ومصالح ومكاسب دينية ودنيوية للبلاد والعباد. وقال فضيلته في مستهل الخطبة : إن ربكم جل وعلا يذكركم بنعمه العامة والخاصة لتشكروه قال تعالى ((واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا)). وأوضح أن المولى عز وجل أخبرنا أن النعم كلها منه لنقوم بحقه تبارك وتعالى في العبادة والشكر والرغبة إليه بالزيادة موردا قوله تعالى (( وما بكم من نعمة فمن الله))، لافتا إلى أن الناس يعلمون كثيراً من النعم ويجهلون الكثير منها، حيث قال عزوجل ((إن تعد وانعمة الله لا تحصوها)) . وأضاف فضيلته أن من استخدم آلاء الله فيما يحبه الله وجعلها عوناً له على إقامة الدين والإحسان إلى الخلق فقد شكرها، وأن من استخدم نعم الله فيما يغضب الله أو منع الواجبة فيها فقد كفر النعمة ويجب أن لا تبطره النعم ويوسوس له الشيطان أنه أفضل من غيره وأنه ما خص بها إلا لمزية على من سواه. وأبان أن نصف الإيمان شكر، ونصفه صبر قال الله تعالى ((ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور))، منبها إلى أن فوق مرتبة الشكر على النعم مرتبة الشكر على المصائب والحمد لله على المكروهات التي تصيب المسلم والتي لا يقدر على دفعها، وأن أهل هذه المنزلة أول من يدعى إلى دخول الجنة لأنهم حمادون على كل حال مسشتهدا بقوله عزوجل وفي في محكم كتابه ((فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)) وقوله عز من قائل (( واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون)) وقول رسل الهدى النبي صلى الله عليه وسلم (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه). وتابع فضيلته بقوله: إن الله وعد الشاكرين بزيادة النعم ودوامها قال تعالى ((وإذ تأذن ربكم لأن شكرتم لأزيدنكم ولأن كفرتم إن عذابي لشديد))، والشاكرون هم الفائزون بخيري الدنيا والآخرة، قال جل من قائل ((وسيجزي الله الشاكرين))، مبينا أن الشاكرون هم الناجون من عقوبات الدنيا ومن كربات الآخرة . وأضاف يقول: إن الشكر مقام الأنبياء والمرسلين وعباد الله المؤمنين قال الله تعالى عن نوح عليه السلام ((إنه كان عبداً شكوراً)) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت يا رسول الله تقوم من الليل حتى تتفطر قدماك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال أفلا أكون عبداً شكورا)، وحث فضيلته الشاكرين على المداومة على شكرهم. وأبان فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي تمت بالأمس القريب وبيعة ولي العهد وولي وولي العهد قد تحقق بها منافع ومصالح ومكاسب دينية ودنيوية للبلاد والعباد، وتوفر بها خير كثير واندفع بها كيد الشيطان لهذه البلاد وشره، حيث يذكرنا ربنا جل وعلا بالاجتماع وينهانا عن الاختلاف قال وقوله الحق (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)) ، مؤكدا أن بيعة أهل الحل والعقد لازمة شرعا للشاهد والغائب، وأن كل مواطن تلزمه، وأن من لم ير أنها تلزمه من المواطنين فهو مبتدع ولن يضر إلانفسه، قال الله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاوأنتم مسلمون)) . وختم فضيلة الشيخ الحذيفي خطبته بقوله : إن شكر النعم منافعه في الدارين للشاكر وإن الغفلة على الشكر ضرره على الغافل قال الله تعالى (( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد )).