الشكر هو الثناء على المحسن بما أولاه من المعروف، والله شكور حليم، فمن أسمائه الحسنى الشكور قال تعالى: (إنه غفور شكور) وقال عزوجل (إن ربنا لغفور شكور) ومن أسمائه الشاكر قال تعالى(ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم), قال السعدي يرحمه الله,, (الشاكر الشكور: الذي يشكر القليل من العمل، ويغفر الكثير من الزلل ويضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب، ويشكر الشاكرين، ويذكر من ذكره ومن تقرب إليه بشيء من الأعمال الصالحة تقرب الله منه أكثر). لقد أمر الله بشكره فقال تعالى: (كلوا من رزق ربكم واشكروا له) وقال تعالى: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)، وأخبر ان رضاه في شكره فقال تعالى: (وإن تشكروا يرضه لكم) وفي الحديث الصحيح: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة,, ووعد بجزاء الشاكرين واثابتهم فقال تعالى: (وسيجزي الله الشاكرين) وقال: (وسنجزي الشاكرين) وجعل الشكر من أسباب الزيادة فقال تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم)، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل فقال له: يا معاذ والله إني لأحبك لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك رواه أحمد وأبوداود,, إن الشكر ثلاثة اركان: الأول الاقرار بالنعمة للمنعم سبحانه وتعالى فيعترف بأن هذه النعم ما حصلت له بحوله وقوته وإنما بفضل الله وتوفيقه فهو سبحانه المنعم المتفضل. والثاني ان يتحدث بهذه النعم ظاهرا فيثني على الله بلسانه ويكثر من حمده سبحانه، ويستعمل جوارحه في عبادة الله عزوجل، والثالث ان يستخدم هذه النعم في كل ما يرضي المنعم سبحانه وتعالى، ولا تكون هذه النعم من أسباب أشره وبطره بل تكون عونا له على عبادة ربه جل وعلا,, قال العلامة الامام ابن القيم: والشكر مبني على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبه له، واعترافه بنعمته، وثناؤه عليه بها، وألا يستعملها فيما يكره، فهذه الخمس هي أساس الشكر، وبناؤه عليها، فمتى عدم منها واحدة، اختل من قواعد الشكر قاعدة.