أكد مدربا قراءة على أن من سبل تدوير ثقافة القراءة نقل تجارب المجتمعات الأخرى، والتواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالقراءة، وتطوير وسائل القراءة لجذب الجيل الجديد، وتوظيف القنوات الإعلامية لبث تجارب القراءة. جاء ذلك في ندوة "تجارب في القراءة" التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء (30 مارس 2021م)، وشارك فيها مدرب القراءة أحمد طابعجي والراوية والمدونة الدكتورة سوزان طامي وأدارتها ملاك الجبلي. وقال طابعجي في مداخلته أن القراءة لها أبعاد متعددة لارتباطها بعلوم ومعارف متنوعة، وتفيد كعلاج أحيانا وتعطي قدرة أفضل على الحديث كما أنها وسيلة تواصل معرفي، وإضافة إلى ذلك فهي فعل تراكمي تعطي مجالا من الصبر والتركيز في عالم سريع ومشتت. وأشار إلى أن هناك عدة أنواع من القراءة كالسريعة والاستطلاعية والتحليلية، فالقراءة السريعة هي التقاط الأفكار الرئيسة في الكتاب وتحتاج إلى تدريب لإتقانها، أما القراءة النقدية فتتطلب الحضور الذهني وحدوث تفاعل بين القارئ والمؤلف من خلال طرح أسئلة. وأضاف أن القراءة غير الواعية تخلق حالة من الانغماس السلبي وتنتج أشخاصا أحاديين وصلبين، بينما القراءة الواعية تمر بمراحل النمذجة والاسقاط والتفحص والتنميط أي المحاكاة بين أفكار الكتاب وواقع الحياة، وكل كتاب يحدث أثرا نفسيا للقارئ. وشدد على أن مغامرة القراءة للآخر تسهم في الالمام الشامل للمواضيع وفهمها بصورة واسعة ومن زوايا مختلفة، ويكون اختيار الكتاب من خلال المتابعة المباشرة أو النصيحة من شخص آخر وحسب الهواية والتوجه، وأحيانا تقود قراءة الكتاب إلى فتح موضوع أوسع. وتحدثت الدكتورة سوزان طامي حول موضوع القراءة بقولها أن البيئة المحفزة للقراءة مهمة، وينبغي على الوالدين والمعلمين اكتشاف المواهب وخلق بيئات مناسبة في المنزل والمدارس والجامعات للتشجيع على القراءة ومناقشة ما تتم قراءته. وقالت أن القراءة تشبه الرحلة دون محطات توقف، كما أن القراءة المتنوعة تشبه التجول في بستان متنوع ومفتوح وذي زوايا مختلفة ينبغي استكشافها، والقراءة تعزز حالة التحدي لدى الانسان القارئ النهم. وأكدت في حديثها على أنه من أجل خلق جيل قارئ، ينبغي تشجيع الأطفال على تنمية الحواس، وطرح الأسئلة ومناقشتها، واختيار الكتب والقصص وألعاب الكلمات، وإيجاد مكتبة بالبيت، وقيام الآباء والامهات بالقراءة، والتوازن بين القراءة والتعامل مع الناس. وأشارت في عرض تجربتها إلى أنه من المهم تحديد الهدفية من القراءة حتى يسهل عملية اختيارات القراءة، وكذلك تحديد مفتاح القراءة الذي يكون بابا للدخول لعالم القراءة، ومن الملاحظ أن الجيل الحالي أكثر اهتماما بالقراءة.