الشكر الذي رفعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لخادم الحرمين الشريفين على كلمته الضافية في مجلس الشورى، تضمن تفصيلا لما ورد في الكلمة السامية حول الإنجازات الداخلية خلال الأعوام الأربعة الماضية. والجميل أن يترجم ولي العهد – وهو الخبير في الشأن الاقتصادي – هذه الإنجازات بلغة الأرقام التي لا تخطئ أو تترك مجالا لعدم الفهم أو الاستيعاب من المتلقي أيا كان مستواه التعليمي أو الثقافي، ولذا فقد شد حديث ولي العهد جميع شرائح المجتمع بشكل غير مسبوق، وكان حديث مجالسنا خلال اليومين الماضيين، وكان الإجماع بأن الأمير محمد يتحدث بلغة العصر التي تعتمد على المقارنات وقياس الأداء، وأنه لامس ما يهم المواطن في حياته اليومية وفي المقدمة الوظيفة والسكن. وبدأ الأمير المقارنات من 2016 حيث كان الناتج المحلي غير النفطي (1.8 تريليون ريال)، ووضعت الخطط لمضاعفة ذلك بوتيرة سريعة على الرغم من بعض التحديات الاقتصادية، وأكد أنه على الرغم من جائحة كورونا (كنا نعد أحد أفضل عشر دول بين أعضاء مجموعة العشرين في التعامل مع هذه الجائحة)، ويؤكد (ونحن أكثر تفاؤلا بأن وتيرة النمو تتسارع مع زوال الجائحة)، وفي إشارة مهمة لسوق العمل جاء في الحديث الذي زف الكثير من البشائر (زيادة معدلات التوظيف على رأس أولويات الحكومة) فقد كثفت الجهود لإصلاح سوق العمل وتوفير مزيد من الوظائف للمواطنين والمواطنات وفق "رؤية 2030" للوصول إلى نسبة بطالة 7 في المائة في 2030، وحول خطورة الاعتماد على إيرادات النفط وردت إشارة مهمة إلى أن الإيرادات النفطية انخفضت إلى 410 مليارات ريال، وهي وحدها غير كافية لتغطية بند الرواتب المقدر ب504 مليارات ريال، وهذا معناه ركود اقتصادي وخسارة ملايين الوظائف، لكن رفع الإيرادات غير النفطية إلى 360 مليار ريال جنب الحكومة اللجوء إلى تخفيض المرتبات. ومما ساعد على ضبط إيرادات الدولة تشديد الحملة لمكافحة الفساد الذي كان يستهلك 5 – 15 في المائة من ميزانية الدولة، وهذه المشكلة كما وصفها ولي العهد (العدو الأول للتنمية والازدهار)، وقد بلغت متحصلات هذه الحملة 247 مليار ريال في ثلاثة أعوام، ولعل قطاع الإسكان الذي ورد في الحديث ثناء على إنجازاته يعد من أكثر القطاعات التي تمس حياة المواطن، وقد كان لعقود طويلة يشكل تحديا بسبب غياب التخطيط وضعف الحوكمة، وبعد إصلاح هذه الجوانب قفزت نسبة تملك المساكن من 47 في المائة إلى 60 في المائة، وهذا يعني الاقتراب من الهدف المحدد في 2030 وهو 62 في المائة. وأخيرا: كلف ولي العهد وزير الإعلام والوزراء المعنيين بعقد مؤتمر صحافي دوري لمناقشة مستجدات أعمال الحكومة وتفعيل قنوات التواصل والرد على الأسئلة والاستفسارات، والمؤمل أن تكون أحاديث الوزراء مدعمة بالأرقام والحقائق كما كان حديث الأمير محمد بن سلمان. نقلا عن (الاقتصادية)