أصبح للمكان سواء كان دولة أو منطقة أو مدينة العديد من الأهداف المحلية والخارجية المختلفة التي يرمي إلى تحقيقها، وعلى الأخص ما يتعلق بجذب الاستثمار والمنافسة الدولية وأيضا الخدمات الداخلية الجذابة. كل مكان يحتاج إلى استخدام لأدواته وحلوله الخاصة حتى يصل إلى اهم نتائج التميز التي يهدف لها، ألا ومن أهمها صنع العلامة التجارية له. مفهوم “العلامة التجارية” كان يعد أحد الفنون التي تعتمد في ترويج الدول، حتى تطور وأصبح علما مدعوما بالأدلة المرئية والاستراتيجيات التي تطبق لتحسين جاذبية المدينة الشاملة وأدائها مقارنة بالمدن الأخرى. في السنوات الأخيرة اكتسبت العلامة التجارية للأماكن وخاصة المدن شعبية بين المسؤولين الحكوميين، ونتيجة لذلك يكرس مسوقو الأماكن تركيزًا أكبر على إنشاء مدينتهم كعلامة تجارية وجذب الفئات المستهدفة وزيادة الوظائف الاجتماعية لجميع المقيمين. وبعبارة أخرى، ينظر مسوّقو المدينة في نهاية المطاف إلى مفهوم التسويق للمدينة على أنه الاعتراف بالمدينة كمنتج يشمل جميع عوامل المكان الذي يلبي احتياجات الأفراد ويعتبر رأس مال المكان (الهياكل المادية والخدمات العامة وجماليات المدينة) والعديد من الخصائص والعوامل الأخرى التي تشكل المكان. إضافة الى كل ذلك، تعد العلامة التجارية للمدينة بمثابة استراتيجية ترفع قيمة أصول المدينة، وتقدم طابعًا إيجابيًا لها وتخلق شخصية العلامة التجارية الفريدة للمدينة التي ترغب في ممارسة تأثير غير اعتيادي من خلال التواصل الإيجابي مع مستخدمي المدينة. هذا الطابع المحكم البناء في رسم الاستراتيجيات بتقنياتها يعمل على خلق صورة إيجابية ودائمة للمكان في تصور المستثمرين الخارجيين والشركات باعتبار أن هذه المدينة مكان جيد للعيش والاستثمار. ولتفعيل ذلك، يتم تحديد موقع المدينة بعناية من حيث صورتها وهويتها، والذي يؤدي إلى وضعها على خريطة العالم والتعامل معها كعلامة تجارية وذلك نسبة إلى تواصلها الفعال مع العالم الخارجي وانعكاس نموها وتطورها. وعلى النقيض من ذلك، قصر جهود العلامة التجارية على منتجات أو أحداث أو مواسم معينة في مدينة معينة يؤدي إلى إضعاف الوعي بالعلامة التجارية للمدينة لكل من السكان المحليين وخارجها. وفي هذا دلالة على تعقيد العملية التي تخضع لها العلامات التجارية والمراحل التي تمر بمكوناتها وعناصرها، ومن ثم الوصول الى المخرجات التي تكون بمثابة مؤشر لقياس الأداء وبدوره يقود للتركيز على ما نجح وعلى ما يحتاج إلى تطوير. وتعزيزا لذلك عندما تكون المدن واضحة في خطتها وعلى دراية بمواردها ستكون قادرة على الموازنة والتكامل العالمي مع الحقائق السياسية والثقافية التي تؤثر على عملية العلامة التجارية للمدينة. وهذا سيساهم في فهم التحديات لبناء العلامة التجارية مع الأخذ بالاعتبار تأثير صورة المدينة على الاستثمار الخارجي والعوامل المؤثرة عليه.