من طبيعة الإنسان أن يشتاق للأمور التي يحبها والتي ينتمي لها كثيراً، وفي الوقت ذاته يزيد هذا الإشتياق عندما لا يستطيع الاحتفاظ بها أو عندما يبتعد عنها. هذا النوع من الشعوريعبر عنه بالحنين والذي يكون صراع يترجم في تخبط المشاعر التي تحدث نتيجة الرغبة لتحقيق أهداف أخرى تتطلب مسافة بعيدة لهذا الإتجاه. لبعضهم القدرة على السيطرة على هذا المشهد الخفي ومعالجته ذاتياً، وذلك بأن يستمع للصوت الأعلى داخله والهاتف الذي لا يغيب ولا ينام عنه. ويعطيه الحق بالحديث والتعبير والإختيار، حينها سيخرج هذا الصوت على هيئة استثمار بديع يثق برؤيته ويُؤْمِن باختياراته ويدين له بالجميل في منحهِ هذه الفرصه في الخروج للواقع. وبعد كثرة المحطات التي نزل بها، سيقف أخيراً على أرضٍ يستقر بها ويدخل بالصوت الذي احتضن كل مخاوفه، ليحتضن به كل ما سيأتي. وسيتتوق الآخرين للقصة التي يحملها هذا المستثمر، فلكلِ نفسٍ منتظم يتنفسهُ قصه، ولكل نظرة حنين قصة ولكل ابتسامة قلب قصة أخرى. وبدل من أن يعاوده الإشتياق الذي تغلب عليه سابقاً، سيجد أن الإستثمار الذي رافقهُ في حِلّهِ وترحالهِ رفيقاً حقيقاً يشتاقُ له ويحن إليه وإن كان معه ويُمسكُ بيديه. همسة.. الإستثمار بعالمه صديق وفيّ لصاحبهِ القوي، وهو القلم الذي يكتب القصة التي لم تروَ بعد.