بين الاقتصاد والسياسة والقانون والمستقبل الجبّار قادنا ولي العهد محمد بن سلمان خلال لقائه في مبادرة مستقبل الاستثمار نحو الطموحات التي ستجعل من الشرق الأوسط وجهة حضارية وتنموية عالمية، والتي لن تتكلل بالنجاح دون أن يعم الاستقرار في المنطقة، ولأن المملكة قلب العالم القديم فهي تُشكِّل صمام الأمان لثلاث قارات «آسيا، أفريقيا، أوروبا» هذهِ من الناحية الجغرافية، أما من الناحية الاقتصادية والسياسية فهي بلا شك رقم مؤثر على مستوى العالم؛ لما تتمتع به من مقومات البُلدان المؤثرة ك»الثراء الاقتصادي، والتوازن الدولي» وبالتالي نستطيع القول إن المملكة لاعب مؤثر ولا يتأثر بسهولة، ولا يستطيع أحد أن يؤثر عليها ولا على علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة كتركيا، لأي سبب كان، ويندرج بذلك حادثة وفاة المواطن الصحفي جمال خاشقجي، وفي هذا الجانب أعرب سموه عن ألمه وألم الشعب السعودي لوفاته -وهو رجل القانون- فقد صرّح بأن السلطات تقوم باتخاذ كل الإجراءات القانونية للتحقيق واكتمال التحقيقات بالعمل مع الحكومة التركية للوصول للنتائج وتقديم المذنبين للمحاكمة ونيل العقاب المُستحق «قانونياً». لُغة قانونية غير مسبوقة من الساسة، وهذا ما تميز به سموه، ولا غرابه في ذلك فهو كما ذكرنا -رجل قانون-، وكذلك كان حديث سموه متوهّجاً فيما يخص مستقبل الوطن ودول الخليج والشرق الأوسط بشكل عام، رغم التوتر وآثار الحروب وما أحدثته ثورات الربيع العربي، وهذا بُرهان صادق لما يدور في خُلد القيادة من السعي لإحلال السلام ومساندة البُلدان المنكوبة، والتي عبثت بها ويلات الإرهاب المُمنهج والمُنظم، كما لم ينسَ سموه شعبه المُخلص والمُتمسك بنهجه عندما وصفهم كجبال طويق، وهو وصف بليغ وعميق وذو دلالة، ويكمن العمق في صلابة وشموخ هذه السلسلة الجغرافية البديعة من المرتفعات. بعزيمة صلبة لا تلين يقود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء مسيرة المملكة نحو آفاق التقدم والنهضة الشاملة والتنمية المستدامة، وفق برامج رؤية المملكة 2030م التي رسم معالمها وحدد أطرها وأدواتها سموه الكريم، وباركها خادم الحرمين الشريفين. في كلمته الضافية بمنتدى مستقبل الاستثمار أكد سموه المضي قدماً على طريق تحقيق الأهداف الطموحة للرؤية 2030 بهمة وطنية وصفها سموه بقوة وثبات جبل طويق، وزف لشعبه بشائر النجاح بالأرقام والإحصائيات ومعدلات النمو التي حققها الاقتصاد السعودي خلال السنوات الثلاث الماضية، والقفزات التي تحققت في القطاعات غير النفطية، والتي تضاعفت إيراداتها ثلاثة أضعاف، كما أن ميزانية العام الحالي تعد الأكبر في تاريخ المملكة، وأكد سموه أن معدلات البطالة في طريقها للانخفاض، وأن حجم صندوق الاستثمارات العام سيصل إلى نحو 400 مليار دولار. إن لغة الأرقام لا تكذب، والمنتدى الذي تحدث فيه سمو ولي العهد بما أمه من حضور عالمي مميز يؤكد أن الاقتصاد السعودي هو رهان العالم، فسموه أعلنها مدوية أن الشرق الأوسط يشهد مشروعات تنموية ضخمة ومستقبله واعد. ومثلما جاء حديثه عن الاقتصاد واضحاً ومدعوماً بالحقائق والأرقام كان حديث ولي العهد عن قضية مقتل جمال خاشقجي بذات الشفافية والوضوح. فقد أكد سموه أن ما حدث جريمة بشعة وعمل إجرامي لا مبرر له، وأن المملكة عازمة على القيام بكل التحقيقات بالتعاون مع تركيا للوصول للحقيقة. وأشار سموه للحملات الإعلامية المغرضة ومحاولات أعداء المملكة استغلال هذه المأساة المؤلمة لتحقيق مكاسب سياسية، وأوضح أن البعض يسعى لإحداث شرخ في العلاقات بين المملكة وتركيا، وأكد أن ذلك لن يحدث ما دام هناك الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان والرئيس أردوغان، وأشار سموه إلى أنه قد آن الأوان لإعادة هيكلة قطاعات الأمن الوطني لتواكب التطور في القطاعات الاقتصادية والتطور الاجتماعي بالمملكة. فهد بن راشد العبدالكريم (الرياض) الوسوم الحروف النقاط ولي العهد