كلمات صادقات، ومواقف راسخات، وعزائم ثابتات كانت سيدة الفصل لما يدور في الساحة المحلية والعالمية، ورسمت خيال ملامح الصورة المستقبلية، لما ستكون عليه المملكة العربية السعودية، وكذلك أوروبا الجديدة الشرق أوسطية، كل ذلك جسّده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - في الجلسة الحوارية الملهمة التي عُقدت في مبادرة مستقبل الاستثمار التي تستضيفها المملكة. حيث انطلق حديثه بموقف المملكة تجاه قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي - رحمه الله - والذي أكد إيماننا جميعاً قولاً وعملاً بركيزة العدل وميزانه الذي لن تتردد كفتاه في محاسبة ومعاقبة كل من له يد في هذه الجريمة البشعة التي آلمت السعوديين، واستغلها حفنة من المغرضين لتعكير صفو المياه العذبة، وكذلك النيل من روح العلاقة بين المملكة وتركيا. ولكنه قطع الريب باليقين، وقطع معه دابر المشككين، وأجهض عمليات المدلسين، ولن يحدثوا شرخاً في الجدران، طالما هناك سلمان ومحمد بن سلمان وأردوغان. وعلى الصعيد الاقتصادي كان حديث سمو الأمير باعث أمان واطمئنان للمواطنين السعوديين، وكذلك جموع المستثمرين المحليين والأجنبيين، فلغة الأرقام هي خير لسان وبرهان على نجاح مشروعات الإصلاح والتطوير والتحول التي دأبت المملكة على مباشرتها ومتابعتها حتى بدأت تأتي أكلها وثمارها، وانعكس ذلك جلياً في وثبات المملكة ومواقعها على مؤشرات التنافسية العالمية. فقد تضاعفت الإيرادات غير النفطية على سبيل المثال ثلاثة أضعاف السابق، وارتفعت أرقام النمو ومازالت في تصاعد مطّرد، وقفز حجم صندوق الاستثمارات العامة ليدنو من هدفه للعام 2020 في وقت مبكر ليصل إلى ما يقارب 400 مليار دولار مطلع 2019م، بالإضافة إلى ميزانية العام القادم بمشيئة الله والتي ستتجاوز التريليون ريال لأول مرة في تاريخ المملكة، مما يدل على صلابة ومتانة هذا الاقتصاد المؤثر في العالم. وجميع الإنجازات النوعية والأرقام الفلكية التي تحققت بعد إعلان المضي لمجد المستقبل 2030 لم يعزها وينسبها لنفسه وجهده وخططه، بل ربطها بالشعب السعودي، ووصفه ب»جبار وعظيم» لا يعرف التحديات، ولديه همة عالية «كجبل طويق»، همة لا تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض، مما يؤكد يقين القيادة بقيمة سواعد مواطنيها، وأن المملكة لا تباهي بطول واتساع العمران، بل بصناعة الإنسان وشراكته في البنيان. أما حوار الختام فتجاوز حدود الوطنية السعودية، وارتدى قبعة المسؤولية والروح العربية والإسلامية، الذي يعكس إيمان المملكة بأنها جزء لا يتجزأ من تلك الخارطة وهذه الأمة، فأعلن حربه الشخصية أن يكون الشرق الأوسط في مقدمة مصاف دول العالم، وأن يكون خلال الثلاثين سنة القادمة أوروبا الجديدة. ومعه نعلن ونقول: إننا سنكون صفاً واحداً، وظهراً سانداً، وعزيمتنا لن تقف عند قمة معينة، بل سنتخطى سلّم الصعاب الوعرة بثقة، وهتافنا جميعاً.. ماضون ماضون نحو المجد. Your browser does not support the video tag.