واجه الدواعش في العراق واقعهم الجديد بعد دحرهم على يد القوات العراقية منذ ما يناهز العام بتغيير وجهتهم، حيث قبلوا بخلع عباءة تنظيمهم المهزوم والانخراط في صفوف ميليشيات الحشد الشعبي، وفق ما أورده تقرير أمريكي نشرت تفاصيله صحيفة “فوريين بوليسي”. فالدواعش الذين أخرجوا من الباب قهرا عادوا طوعا من نافذة ميليشيات الحشد التي استقطبت منظمة بدر التابعة لها ثلاثين منهم من بلدة جلولاء في محافظة ديالى وضمتهم إلى صفوفها، ومثلها فعلت عصائب أهل الحق التي ضمت أربعين آخرين من ذات البلدة بينهم قادة وهما اللذان كانا في الماضي القريب يتحاربان. عدوا الأمس اللدودان إذاً أصبحا رفيقي السلاح اليوم، وهو مشهد قد ينطوي على رغبة خفية لميليشيات الحشد في التمدد وتوسيع مناطق سيطرتها على حساب مكونات عراقية أخرى بمساعدة قدامى الدواعش الذين خسروا كل الجغرافيا التي سيطروا عليها ذات غفلة وضاقت عليهم السبل. المخيف في هذه الخطوة التي تم رصدها هو إمكانية تكرار نفس السيناريو لكن على مستوى الوطن بأكمله، أي أن ينخرط الدواعش الآخرون الذين لم يقض عليهم داخل المجتمع العراقي. وكشفت ميليشيات الحشد الشعبي حقيقة انضمام عناصر وقيادات من تنظيم داعش إلى صفوفها نشرها تقرير أمريكي تحدث عن انضمام قياديين من التنظيم هما مطشر التركي وزيد موالان. إلا أن قياديا في ميليشيات الحشد نفى صحة هذه الأخبار، قائلا إنه لم يتم فتح باب التطوع أمام أي شخص متورط في قضايا إرهابية، وحتما لن يسمح لدواعش، على حد قوله. وأضاف أن الأسماء المذكورة في التقرير ليست موجودة عندهم من الأساس، معتبرا أن هذا التقرير هو إعلان عن تنظيم إرهابي جديد بصدد التشكل في العراق.