قتل حوالي 40 عنصرًا من تنظيم داعش في غارات للتحالف الدولي في كركوك بشمال العراق في وقت ازدادت حدة التوتر بين المقاتلين الشيعة والمقاتلين الأكراد، مما يبرز الانقسامات التي تعطل الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لوقف تقدم تنظيم داعش. وقالت مصادر أمنية: إن نحو أربعين من عناصر داعش قتلوا في غارة جوية شنتها طائرات التحالف الدولي على رتل للتنظيم في ناحية الزاب جنوب غرب كركوك. وأضافت المصادر إن ثماني عربات محملة بالأسلحة دمرت بالكامل جراء إطلاق الطائرات أربعة صواريخ على استعراض عسكري لتجهيزات ومعدات يمتلكها التنظيم. وبحسب المصادر فإن الغارات استهدفت عرضًا عسكريا للتنظيم في جنوب وغرب كركوك، حيث يسيطر التنظيم على مناطق شاسعة ويعتبرها من أهم معاقله. وأضافت إن القوات الحكومية والمليشيات حاولت مرارًا السيطرة على تلك المناطق دون جدوى، ويبدو أن التحالف الدولي بدأ الآن بانتهاج سياسة القصف الجوي هناك بعد فشل المحاولات البرية. كمين ميدانيًا أيضًا قالت مصادر أمنية: إن عشرة جنود قتلوا وأصيب ستة في كمين نصبه تنظيم داعش لرتل عسكري تابع للجيش العراقي على الطريق الرابط بين قاعدة عين الأسد الجوية وبلدة البغدادي غربي الأنبار (غرب). كما قالت مصادر من الجيش والشرطة: إن مقاتلي تنظيم داعش هاجموا القوات الحكومية وحلفاءها من الفصائل الشيعية امس على مقربة من مدينة بيجي مما أسفر عن مقتل 11 شخصًا، ويأتي هذا الهجوم في إطار معركة السيطرة على مصفاة بيجي النفطية الأكبر في العراق. وقالت مصادر في قيادة العمليات الأمنية في تكريت المجاورة: إن أربعة انتحاريين فجروا أنفسهم في قوات الأمن والمقر المحلي للفصائل الشيعية في منطقة الحجاج القريبة من المصفاة، والتي تقع على بعد عشرة كيلو مترات جنوبي بلدة بيجي. وتواجه القوات العراقية الحكومية والفصائل المدعومة من إيران مقاتلي تنظيم داعش على عدد من الجبهات في العراق تشمل المنطقة المحيطة بمصفاة بيجي شمالي العاصمة بغداد ومدينة الرمادي إلى الغرب من العاصمة. كما أعلنت الشرطة السبت مقتل 24 شخصًا بينهم عناصر داعش واعتقال 4 من متطوعي الحشد الشعبي في حوادث عنف متفرقة في مدينة بعقوبة. وقالت المصادر: إن قوة من الشرطة العراقية بدعم متطوعي الحشد الشعبي نفذت عملية عسكرية استهدفت أحد مقرات تنظيم داعش في منطقة جبال حمرين شمال بعقوبة تمكنت خلالها من قتل 11 عنصرًا من داعش. البشمركة والحشد على صعيد آخر زدادت حدة التوتر الجمعة بين مليشيا الحشد الشعبي الشيعية وقوات البشمركة الكردية إثر مقتل خمسة أشخاص في اشتباكات بين الجانبين، بالرغم من وقوفهما صفًا واحدًا في القتال ضد تنظيم داعش. وقال مسؤول بالشرطة: إن خمسة قتلى سقطوا بعد اندلاع اشتباكات بين الجانبين في محافظة ديالى، وذكرت مصادر بالشرطة أن التقارير تضاربت بشأن ما حدث بعد أن حاول مقاتلو البشمركة الأكراد حفر خندق للفصل بين بلدتي جلولاء والسعيدية، حيث يسيطر الأكراد على جلولاء بينما تسيطر مليشيا الحشد على السعيدية. من جهته قال القيادي في قوات البشمركة محمود سنجاوي: إن الجانبين تبادلا إطلاق النار، وإن الوضع متوتر، مضيفًا: «ليست لدينا مشكلة معهم لكننا لن نقبل أن يهاجمونا». وسبق أن وقعت مناوشات بين المقاتلين الأكراد والمليشيات الشيعية في العراق، كما شهدت محافظة ديالى توترًا الشهر الماضي بين الشيعة والسنة والأكراد على خلفية اختيار المحافظ. وترتبط ديالى بحدود طويلة مع إيران، كما تسيطر مليشيات الحشد الشعبي على مناطق واسعة منها وتمنع عودة أغلبية سكانها إلى منازلهم، وهم من العرب السنّة. ضحايا على صعيد آخر حذرت الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية «حشد» السبت من تسويف قضية التحقيق بمجزرة سبايكر من قبل اللجان الحكومية والبرلمانية، وفيما أشارت إلى هروب العديد من المتهمين أو المشتبه بهم بارتكاب المجزرة إلى خارج العراق، دعت إلى تدويل التحقيق بالمجزرة. وقالت «حشد» في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى الأولى لمجزرة سبايكر: «إن مرور عام كامل على أبشع مجزرة ارتكبتها العصابات الإرهابية بعد أحداث العاشر من حزيران الماضي بإعدام نحو 1700 شاب من طلبة قاعدة سبايكر الجوية في محافظة صلاح الدين يشكل ضربة للعدالة وذوي الضحايا الذين ما زالوا في مرحلة بحث مضنية عن مصير وجثث أبنائهم».