طرحت صحيفة "تلغراف" البريطانية فى تقرير لها تساؤلا مثيرا وهو : "هل سيُسمح للمواطنين السعوديين أخيراً بالذهاب إلى السينما؟" ، مشيرة إلى أن هواة السينما والمحللون السياسيون على حد سواء،يرون أن الإصلاحات التى أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان، تنذر بمساحة أكبر فيما يخص حق الترفيه عن النفس. ونقلت عن هيفاء المنصور، المخرجة السينمائية الأشهر قولها : "أنا متفائلة جداً بالنسبة لفتح أبواب السينما في المملكة في المستقبل القريب". وكانت المنصور قد رشحت لجائزة Bafta منذ عامين عن فيلم "وجدة"، والذي يعتبر أول فيلم روائي طويل سعودي يحكي قصة فتاة صغيرة تحلم بامتلاك عجلة. وكان من بين نقاط الخطة، التي سُميت "رؤية 2030″، إنشاء هيئة مسؤولة عن الترفيه. لكن الخطاب لم يتضمن إشارة محددة إلى السينما والمسرح، وهي ممنوعة بشكل عام حالياً بالمملكة، وقال المتحدث باسم الحكومة إن مناقشتها أمر سابق لأوانه. ووفقا لما نقل موقع "هافنجتون بوست" ، يأتي ذلك في الوقت الذي يتذمر فيه الشباب على الشبكات الاجتماعية من عدم قدرتهم على مشاهدة آخر فيلم بالأسواق وهو Superhero أو "الخارق". وبسؤال أحد الشباب على موقع تويتر حول إعلانات فيلم " Captain America" التي تحض على مشاهدته قال "أنا أعيش في السعودية، إذاً أنا لا أستطيع مشاهدة الفيلم". ويتفق كل من المعلقين والصحف على أن هيئة الترفيه "سيكون هدفها واحد، وهو تنظيم دور السينما والرقابة على ما يقدم من أفلام". ويقول سلطان البازعي ، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون "نحن جميعاً في انتظار التوضيح بشأن هذا الأمر، والذي يتوقع أن يصدر قريباً، وكل شيء يسير في هذا الاتجاه". ويقول محمد اليحيى، وهو محلل سياسي شاب في مركز الخليج للأبحاث، إن قطاعاً واسعاً من شباب المملكة يدعمون الأمير محمد بن سلمان، وأكثر من نصف تعداد السكان السعوديين هم شباب تحت سن الخامسة والعشرين، وثلاثة أرباع السكان تحت سن الثلاثين. وكانت جميع أشكال الترفيه، بما فيها السينما، قد مُنعت عام 1980. ولكن في نفس الوقت اجتاح التلفاز بما فيه الأقمار الصناعية والإذاعة، وكذلك الإنترنت بما فيها الشبكات الاجتماعية البلاد. حتى أن السعودية تُعد الآن أكبر مستخدم لموقع تويتر في العالم. وتعكف المخرجة هيفاء المنصور حالياً على إنتاج أول فيلم لها لهوليوود عن حياة الكاتبة "ماري ولستونكرافت شيلي" والتي كتبت رواية Frankenstein، وقالت إن "حلمها سيصبح حقيقة" حين يسمح بعرضه في المملكة، مشيرة إلى أن السماح بالذهاب للسينما سوف يجلب عائداً اقتصادياً للمملكة يوفر كثيراً من الوظائف، فضلاً عن العائد النفسي. وأضافت "لقد أصبحت قضية السينما الآن قضية خلافية ورمزية بحتة، بعد أن أصبح لدى الجميع إمكانية الوصول إلى الأفلام في المنزل وعبر الأقمار الصناعية". وأردفت "إنها مثل قضية قيادة المراة للسيارة، فهي خط لا يريد المحافظون تجاوزه لأنه سيؤدي إلى تغييرات أخرى". الوسوم الرياض- عناوين