انتهى العرض المحدود لفيلم Mike Boy في أميركا بشكل كارثي. استياء كبير من الصحفيين الذين شاهدوا الفيلم ووصفوه بعبارات سيئة، فقال بعضهم إنه "أسوأ فيلم يمكنك أن تراه"، فيما قال عنه توماس تونستال من موقع "آيريش فيلم كريتيك" إنه سيء إلى درجة أنه لن ينصح أي أحد بمشاهدته إلا إذا ليس لديه أي شيء آخر يفعله، لا مباريات كرة قدم ولا شيء، وكان على استعداد لتضييع ساعة ونصف من حياته. الفيلم للمخرج السعودي حمزة طرزان، وبقدر تعاطفنا معه ودعمنا له واستيائنا من النتيجة التي آل إليها عرض فيلمه في لوس آنجلس الأميركية، إلا أننا نتمنى أن يكون في هذا الموقف عِظة له ولبقية السينمائيين السعوديين، ألا يعكسوا الطريق ويذهبوا إلى أميركا مباشرة قبل أن يعرفهم جمهورهم في وطنهم المملكة. ما الذي دفع حمزة طرزان إلى هذه الخطوة؟. هل كان يتصور –مثلاً- أنه سيبهر الأميركان ويحقق نصراً كبيراً في عاصمة السينما العالمية هوليود؟. لا يكفي أن يكون لديك المال لتنتج فيلماً داخل أميركا وتعرضه في قاعة واحدة لتعتقد أنك نجحت. هوليود عبارة عن مصنع له خطوط إنتاج وتوزيع تمتد لتشمل العالم كله، ولن يستطيع أي مخرج سعودي اقتحام هذا المصنع واحتلال موقع في خط الإنتاج أو التوزيع إلا بمشقة كبيرة وبعد مشوار منهك وطويل يبدأ أولاً باعتراف أباطرة هوليود بقيمة هذا المخرج ومكانته في سينما بلاده ومنطقته، وهذا "الاعتراف" ليس سهلاً على الإطلاق. مخرج متميز مثل الفلسطيني هاني أبو أسعد حقق الغولدن غلوب وترشح للأوسكار انتظر أكثر من عشر سنوات حتى يصبح جديراً بثقة أستوديو "القرن العشرين" ويكلف بإخراج فيلم أميركي جديد مع كيت وينسلت وإدريس إلبا بعنوان The Mountain Between Us. عشر سنوات كافح فيها أبو أسعد وأخرج أفلاماً فلسطينية خالصة فنجح بفضلها في المهرجانات الدولية ونال ثقة كبار هوليود. ونفس المدة تقريباً احتاجتها المخرجة السعودية هيفاء المنصور مع فيلمها "وجدة" الذي استغرقت كتابته وإخراجه وعرضه على السينمات العالمية قرابة الثماني سنوات، وبفضل نجاح الفيلم تمكنت من الظفر بعقد مع شركات إنتاج عالمية لإخراج فيلم "ماري شيلي" الذي يعرض حالياً في مهرجان تورنتو السينمائي. حتى ينجح المخرج السعودي –والعربي عموماً- عالمياً فإن عليه أولاً أن ينجح داخل بلده وأن يصنع أفلاماً محلية صرفة تعكس وعيه وثقافته، مثلما فعل هاني أبو أسعد وهيفاء المنصور. أما عملية قفز الحواجز والذهاب لهوليود بالمال فقط! فإنها لن تثمر عن شيء سوى الانطباعات السيئة من الأميركيين.