كشفت مصادر في الحزب الديمقراطي الوحدوي الحاكم في إيرلندا الشمالية أن رئيس الوزراء بيتر روبنسون، قرر التنحي عن منصبه بعد الضغوط التي تعرّض لها إثر الكشف عن تورط زوجته بعلاقة غرامية مع مراهق لم يتجاوز من العمر 19 عاماً. وقال ناطق باسم الحزب لشبكة (CNN) اليوم الثلاثاء 12 /1 /2010 إن روبنسون سيغادر منصبه بشكل مؤقت لفترة تمتد إلى ستة أسابيع، الأمر الذي يلقي ظلالاً من الشك على مستقبل حكومة الوحدة الوطنية التي نقلت البلاد من حالة الصراع إلى مرحلة السلم بعد أعوام من العنف. وسيقوم روبنسون خلال فترة تنحيه بتسليم مهامه لقيادي آخر في الحزب. وكانت روبنسون(60 عاما) زوجة رئيس الوزراء وأحد الوجوه السياسية الأساسية في الحزب الحاكم، قد أقرت الأسبوع الماضي بأنها دخلت في علاقة غرامية مع مراهق يبلغ من العمر 19 عاماً، كما قامت بتأمين 80 ألف دولار له من خلال علاقاتها مع رجال أعمال، بهدف تأسيس مقهى. وقد تسبب ذلك في ضغط كبير على رئيس الوزراء، الذي تعهد بالعمل لتأكيد عدم صلته بهذه القضية، مشدداً على أنه كان سيبلغ السلطات المالية المعنية بالموضوع إن اكتشفه في وقت سابق. وذكر روبنسون أيضاً أن زوجته تعاني الاكتئاب وقد حاولت الانتحار، كاشفاً أنها تتلقى حالياً جلسات علاج نفسي في بلفاست. وتأتي تلك الفضيحة في ذروة نزاع سياسي جديد في إيرلندا الشمالية، التي تدار حالياً من قبل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحزب الديمقراطي الوحدوي المقرب من لندن وحزب (الشين فين) صاحب الطروحات الاستقلالية. وكان (الشين فين) قد ضغط خلال الأشهر الماضية على روبنسون لطلب نقل مزيد من الصلاحيات السياسية من لندن إلى بلفاست، ملوحاً بمغادرة الحكومة إن لم يسارع إلى تلبية مطالبه. ويخشى بعض المراقبين أن تعيد هذا الخلافات أجواء العنف في البلاد، التي استمرت لثلاثة عقود، وأودت بحياة 3500 شخص على خلفية المطالبة باستقلال البلاد عن بريطانيا، قبل أن ينتهي الصراع عام 1998 باتفاقية سلام أمّنت تقاسم السلطة.