صحيح أن هناك الكثير من الشعراء والأدباء قد عانوا من ظاهرة السرقة الأدبية التي بدت وكأنها مسالة عادية، لا يحق لمن رأى أبياته وقد نسبت لغيره أن يتناقش حولها، فالكثير من المسميات قد أتت هنا كاقتباس مثلاً لتبرير هذا الفعل وكأن تلك المسميات لم تستخدم إلا للدفاع عن السارق، ولجعل المسروق يصمت ولا يتحدث. في المقابل وهذا ما أريد أن أتحدث عنه اليوم ظهر بعض الشعراء المعروفين يدّعون أن هناك من سرق قصائد وأبياتا لهم ويطالبون الإعلام بأن يتحدث عن هذه السرقات بشكل مفصل حتى ياخذ كل ذي حق حقه، في حين أن مثل هذه الإدعاءات غير صحيحة ولكن صاحبها يريد فقط أن ينجح في خطف الأضواء اذا كانت قد بدأت في الانحسار عنه، خصوصاً أنهم يختارون توقيت الظهور بعناية، فلا يظهر أحدهم إلا إذا كانت هناك مسابقة شعرية متابعة من الجمهور من أجل اتهام أحد شعرائها بالسرقة. ظهر بعض الشعراء المعروفين يدّعون أن هناك من سرق قصائد وأبياتا في حين أن مثل هذه الإدعاءات غير صحيحة قبل سنوات وعند عرض النسخة الثانية من برنامج شاعر المليون اتصل بي أحد الشعراء المعروفين يطلب تسليط الضوء على سرقة أدبية تعرض لها حسب وجهة نظره من قبل أحد شعراء المسابقة، فطلبت منه تزويدي بالقصيدتين كاملتين حتى أستطيع أن أحكم في الموضوع، ولكنه لم يرسل شيئا بعدها بايام اتصل بي أحد أصدقائه الإعلاميين يطلب مني الحديث عن نفس الموضوع، فقلت له: لا مانع من أن تكتب موضوعاً ينشر باسمك ويحتوى على مقارنة بين القصيدتين، وبالفعل كتب أخونا الموضوع وأرسله، وعندما قرأته شعرت وكأن المسألة أو الهدف هو الإستخفاف بالعقول وتحقيق مكاسب إعلامية مع صديقه الشاعر لا أكثر ولا أقل، فلا توجد هناك سرقة ولا حتى تشابه بين القصيدتين، فرفضت الموضوع وبالفعل صمت الشاعر وصديقه ولم يعاودا الاتصال، بل ولم ينشر الموضوع في أي وسيلة إعلامية أخرى، وربما أنهم حاولوا ولكن رفضت محاولاتهم. أيضاً وفي موقف آخر وعند عرض النسخة الثالثة من نفس البرنامج اتصل بي أحد الشعراء الخليجيين ليخبرني عن سرقة تعرض لها من شاعر آخر، فطلبت أن يسمعني الأبيات ففعل، قلت: هل تريد مواجهته؟ ، قال: لا، قلت: حسنا تفعل. ومؤخرا وهذا هو مادفعني لطرح الموضوع بعد كل هذه الفترة، عاود نفس الشاعر الاتصال وتكرار الموضوع فقلت: له هل تريد مواجهته أمام القراء، فرفض مرة أخرى، وبالطبع فإن هذا الرفض يشرح حقيقة السرقة التي يدعيها. وهذا يعطي انطباعا واضحا على أن هناك من الشعراء من يريد إثارة قضايا لا وجود لها وذلك لمجرد الحصول على هالة إعلامية يعتقد أنها قد تزيد من نجوميته. [email protected]