قال المرصد السوري لحقوق الانسان ظهر الاربعاء: إنه أحصى أسماء 453 مدنيا على الاقل قتلوا خلال ستة أسابيع تقريبا في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في سوريا. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ردا على سؤال عمن قتلهم: لا تعليق لديه. مضيفا أن الأسماء المتوفرة لدى المرصد لقتلى في درعا ودمشق وريف دمشق والساحل. ونقلت وكالة رويترز عن شاهد أنه رأى قافلة من 30 دبابة سورية على الاقل تتحرك على حاملات دبابات في الطريق الدائري بدمشق صباح الاربعاء. وأضاف أن الدبابات كانت قادمة من جنوب غربي دمشق في اتجاه مرتفعات الجولان الحدودية مع اسرائيل ومرت بالطريق الدائري حوالي الساعة 0500 بتوقيت جرينتش. وكانت الدبابات تتحرك في الاتجاه المؤدي الى ضاحية دوما الشمالية, والى مدينة درعا الجنوبية حيث أرسل الرئيس السوري بشار الاسد قوات لكبح احتجاجات سلمية ضد حكمه. وتقول وسائل إعلام معارضة: إن انشقاقًا حدث في وحدات الجيش في درعا، وتبث نداءات استغاثة من الأهالي الذين يقولون إن قوات الأمن تجري مذبحة في مدينتهم. وأصبحت الأخبار شحيحة من هذه المدينة الحدودية بعد أن اغلقتها قوات الأمن، وقطعت الاتصالات والكهرباء. وتتمركز وحدات من الحرس الجمهوري حول دمشق. وتوجد فرقة آلية أخرى على بعد ما بين 20 و30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة ومسؤوليتها الدفاع عن الحدود مع اسرائيل التي يسودها الهدوء منذ وقف لاطلاق النار توسطت فيه الولاياتالمتحدة عام 1974. وتزعم الرواية الرسمية السورية أن هناك تيارات سلفية وعصابات «إرهابية» تقتل وتهدد الأمن والاستقرار في البلاد. فك حصار «المعظمية»: وقال سكان في منطقة المعظمية بريف العاصمة السورية ان الجيش بدأ فك حصاره للمنطقة منذ الصباح الباكر أمس بشكل تدريجي بناء على اتفاق جرى بين وجهاء من المنطقة ومسؤولين في الجيش والقوى الأمنية. وأوضح السكان أن الأهالي خرجوا إلى المناطق المجاورة لشراء احتياجاتهم وأن الحواجز الأمنية تقلصت إلى أقل من النصف عما كانت عليه خلال الأيام الماضية. ويخضع سكان منطقة المعظمية إلى تفتيش دقيق، عند الدخول والخروج، على الحواجز الأمنية التي يساندها الجيش، كما أنه يتم توقيف كل مشتبه فضلا عن إخضاع البعض لتفتيش هواتفهم الخلوية، للتأكد ما إذا كانت تحمل صورا أو مقاطع فيديو عن التظاهرات. ولا تسلم من التفتيش أجهزة الكمبيوتر المحمولة (لاب توب) في حال وجدت بحوزة البعض أو في سياراتهم، وفق شهود عيان وسكان. وأكد احد سكان المعظمية لوكالة الأنباء الألمانية : «حصلنا صباح اليوم على وعود بعدم اعتقال أي منا وكذلك إطلاق سراح من اعتقلوا، مقابل التهدئة من قبل الأهالي». وتحاول السلطات المحلية إجراء اتفاقات مع عدد من وجهاء أهالي المناطق المنتفضة فيما يمكن وصفه بإجراء استباقي تقوم به السلطات قبل يوم غد الجمعة تحسبا للتظاهرات. وتزعم الرواية الرسمية السورية أن هناك تيارات سلفية وعصابات «إرهابية» تقتل وتهدد الأمن والاستقرار في البلاد. وقد نفى سكان المعظمية للوكالة الالمانية «وجود أي تيارات سلفية في منطقتنا، أو عصابات إرهابية، نحن نتعامل مع الجيش بكل محبة واهتمام، ونقدم للعديد من عناصره الطعام والشراب ومن لا يصدق ذلك، فليتفضل ويسأل عناصر الجيش، مشكلتنا بدأت عندما أخطأ عدد من عناصر الأمن تجاه التظاهرات السلمية». وتبعد منطقة المعظمية إلى الجنوب من دمشق بحوالي 17 كلم وهي تحتضن مزيجا اجتماعيا من أبناء سورية. انتشار عسكري في دوما: وأرسل الرئيس السوري بشار الاسد جنود الجيش الى ضاحية بالعاصمة دمشق خلال الليل بينما قصفت دباباته درعا لسحق المقاومة في المدينة الواقعة في جنوب البلاد حيث بدأ التمرد على حكمه المطلق في 18 مارس. وقال شاهد لرويترز في وقت مبكر من الاربعاء: ان حافلات بيضاء جلبت مئات من الجنود بكامل عدتهم القتالية الي ضاحية دوما شمالي دمشق حيث حاول محتجون يطالبون بالديمقراطية القيام بمسيرة الى وسط العاصمة في الاسبوعين الماضيين لكنهم ووجهوا بالرصاص. واضاف الشاهد - وهو جندي سابق طلب عدم الكشف عن هويته- أن أكثر من 2000 من قوات الامن انتشروا في دوما يوم الثلاثاء وقاموا بتشغيل نقاط تفتيش والتحقق من بطاقات الهوية للقبض على المتعاطفين مع الحركة المطالبة بالديمقراطية. وقال: إنه شاهد بضع شاحنات في الشوارع مجهزة برشاشات ثقيلة وعددا من افراد الشرطة السرية يرتدون ملابس مدنية ويحملون بنادق هجومية. وعبر عن اعتقاده بان الجنود ينتمون للحرس الجمهوري وهي احدى اكثر وحدات الجيش ولاء للاسد. وقال دبلوماسيون: ان الاسد ارسل الفرقة الميكانيكية الرابعة التي يقودها شقيقه ماهر الى درعا يوم الاثنين حيث تفجرت المظاهرات المطالبة بالحرية السياسية وبنهاية للفساد قبل أكثر من شهر.