قال شاهد لرويترز إنه رأى قافلة من 30 دبابة سورية على الأقل تتحرك على حاملات دبابات في الطريق الدائري بدمشق امس. وأضاف ان الدبابات كانت قادمة من جنوب غربي دمشق في اتجاه مرتفعات الجولان الحدودية مع إسرائيل ومرت بالطريق الدائري حوالي الساعة 0500 بتوقيت غرينتش. وكانت الدبابات تتحرك في الاتجاه المؤدي إلى ضاحية دوما الشمالية وإلى مدينة درعا الجنوبية حيث أرسل الرئيس السوري بشار الأسد قوات لكبح احتجاجات سلمية ضد حكمه. وتتمركز وحدات من الحرس الجمهوري حول دمشق. وتوجد فرقة آلية أخرى على بعد ما بين 20 و30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة ومسؤوليتها الدفاع عن الحدود مع إسرائيل التي يسودها الهدوء منذ وقف لاطلاق النار توسطت فيه الولاياتالمتحدة عام 1974 . من جانبهم دعا ناشطون على الإنترنت إلى مظاهرات يوم غد الجمعة في سوريا دعماً لدرعا التي ذكرت صفحات سورية معارضة على فايبسوك انها تشهد وصول تعزيزات عسكرية جديدة. ودعت صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011 التي جمعت أكثر من 1500 مؤيّد، إلى مظاهرات في كافة المحافظات السورية "نصرة لدرعا ودماء الشهداء" يوم الجمعة المقبل تحت اسم "جمعة الغضب". ودعا الناشطون إلى "اعتصامات تأبين الشهداء في كل مدينة، وخيمة كبيرة لتأبينهم يجتمع فيها كل أهل المدينة وفاءً للشهداء"، ونشرت الدعوة صفحات معارضة سورية أخرى. وذكرت الصفحات ان تعزيزات عسكرية إضافية وصلت إلى درعا، وبثت مقاطع فيديو أظهرت ناقلات تحمل مدرعات إضافة إلى حافلات قالت انها تقل عناصر أمن متوجهة إلى درعا. وأشارت الصفحات إلى وصول حوالي 40 دبابة امس إلى درعا التي اقتحمتها القوات السورية الاثنين. وقالت جمعيات حقوقية سورية ان حوالي 453 قتيلاً سقطوا منذ بدء الاحتجاجات واعتقل المئات، فيما سقط عشرات القتلى في صفوف القوى الأمنية والجيش السوري اتهمت السلطات السورية عصابات مسلحة بالمسؤولية عنها. الى ذلك ادى دخول الجيش السوري الى مدينة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام في سوريا الى مقتل اكثر من ثلاثين شخصا خلال يومين، بحسب ناشطين سوريين ماادى الى ازدياد القلق الدولي حيال الاوضاع في هذا البلد. ويعقد مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان الجمعة جلسة خاصة لمناقشة الوضع في سوريا بطلب من المندوب الاميركي، حسب ما افاد المتحدث باسم المجلس. واستدعت باريس امس سفيرة سوريا لميا شكور للتأكيد على ادانة قمع التظاهرات، في اطار خطوة تم التنسيق بشأنها مع بريطانيا والمانيا واسبانيا وايطاليا، كما صرح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو. وقال فاليرو "اردنا تذكيرها بادانتنا للقمع المتفاقم ومطلبنا بانهاء استخدام القوة ضد السكان باسرع ما يمكن وبالافراج عن جميع المعتقلين السياسيين". ميدانيا، كانت اصوات اطلاق النار لا تزال تسمع امس في مدينة درعا (100 كلم جنوبدمشق)، حسبما افاد الناشط الحقوقي السوري عبد الله ابازيد. وقتل ما لا يقل عن 25 شخصا يوم الاثنين وستة اشخاص الثلاثاء واصيب العشرات بجروح بعد دخول الجيش السوري الى هذه المدينة مدعوما بالدبابات والمصفحات لسحق الاحتجاجات التي تهز منذ 15 اذار-مارس نظام الرئيس بشار الاسد. كذلك تم ارسال تعزيزات عسكرية الى دوما (15 كلم شمال دمشق) حيث تحدث شاهد الثلاثاء عن انتشار للعناصر الامنيين "في كل الاحياء"، موضحا ان هؤلاء "يدققون في هويات الناس في الشوارع". واضاف الشاهد ان المدينة "شبه مقفرة وكل المتاجر مغلقة وكذلك المؤسسات العامة". من جانبه، افاد الشيخ أنس عيروط احد قادة حركة الاحتجاج في مدينة بانياس لوكالة فرانس برس ان آلاف الاشخاص تظاهروا الثلاثاء في هذه المدينة الساحلية الواقعة شمال غرب سوريا للمطالبة بالحريات، مشيرا الى ان السكان يخشون اقتحام المدينة من قبل قوات النظام السوري. وبحسب ناشطين ومعارضين سوريين فان النظام السوري يلجأ الى الحل العسكري من اجل خنق الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة في البلاد. لكن السلطات السورية التي تتهم منذ البداية "العصابات الاجرامية المسلحة" بالوقوف وراء هذه الاعمال، مؤكدة ان دخول الجيش الى درعا جاء بناء على طلب الاهالي بهدف طرد "المجاميع الارهابية المتطرفة". وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الجيش طرد "المجموعات المتطرفة المسلحة" التي هاجمت مواقع عسكرية وقطعت الطرق في درعا ومحافظتها، لافتة الى ثلاثة قتلى و15 جريحا في صفوف قوات الامن والجيش. وعرض التلفزيون الرسمي السوري في الليل مشاهد لاشخاص قدموا على انهم اعضاء "عصابتين مسلحتين" في درعا وجبلة (شمال غرب).وقال هذان الشخصان انهما استلما نقودا واسلحة من مجاميع متطرفة من اجل قتل عناصر قوات الامن بهدف خلق المشاكل في سوريا، بحسب صحيفة "تشرين" الحكومية. من جانبها، دعت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) الثلاثاء مجلس الامن الدولي لعقد جلسة حول الاوضاع في سوريا، مشيرة الى سقوط ما لا يقل عن 400 قتيل في هذا البلد منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري منتصف اذار-مارس. وفي نيويورك، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء عن "قلقه المتنامي" حيال قمع المتظاهرين في سوريا، وخصوصا استخدام قوات الامن للدبابات واطلاقها الرصاص الحي. رغم ذلك، لم ينجح مجلس الامن الدولي في تبني مشروع بيان الثلاثاء اقترحته اربع دول اوروبية هي بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال ويدين اللجوء الى العنف بحق المتظاهرين في سوريا. ومن المفترض ان يعقد المجلس جلسة اخرى الاربعاء. ورفض السفير السوري بشار جعفري فكرة اجراء تحقيق دولي حول الاوضاع في بلاده، وقال "نحن نأسف عما يجري، لكن عليكم الاخذ بنظر الاعتبار ان هذه المشاكل والاحتجاجات تحمل في بعض اوجهها نوايا مقنعة". في الاطار ذاته أكد عدد من سكان منطقة المعظمية بريف العاصمة السورية ان الجيش بدأ فك حصاره للمنطقة منذ الصباح الباكر بشكل تدريجي بناء على اتفاق جرى بين وجهاء من المنطقة ومسؤولين في الجيش والقوى الأمنية. وأوضح السكان أن الأهالي خرجوا إلى المناطق المجاورة لشراء احتياجاتهم ، وأن الحواجز الأمنية تقلصت إلى أقل من النصف عما كانت عليه خلال الأيام الماضية. يخضع سكان منطقة المعظمية إلى تفتيش دقيق ، عند الدخول والخروج ، على الحواجز الأمنية التي يساندها الجيش ، كما أنه يتم توقيف كل مشتبه ، فضلا عن إخضاع البعض لتفتيش هواتفهم الخلوية ، للتأكد ما إذا كانت تحمل صورا أو مقاطع فيديو عن التظاهرات . ولا تسلم من التفتيش أجهزة الكمبيوتر المحمولة (لاب توب) في حال وجدت بحوزة البعض أو في سياراتهم ، وفق شهود عيان وسكان. وأكد احد سكان المعظمية: "حصلنا على وعود بعدم اعتقال أي منا وكذلك إطلاق سراح من اعتقلوا ، مقابل التهدئة من قبل الأهالي". تحاول السلطات المحلية إجراء اتفاقات مع عدد من وجهاء أهالي المناطق المنتفضة فيما يمكن وصفه بإجراء استباقي تقوم به السلطات قبل يوم الجمعة المقبل تحسبا للتظاهرات. تقول الرواية الرسمية السورية إن هناك تيارات سلفية وعصابات "إرهابية" تقتل وتهدد الأمن والاستقرار في البلاد . وقد نفى عدد من سكان المعظمية للوكالة الالمانية "وجود أي تيارات سلفية في منطقتنا، أو عصابات إرهابية ، نحن نتعامل مع الجيش بكل محبة واهتمام ، ونقدم للعديد من عناصره الطعام والشراب ومن لا يصدق ذلك ، فليتفضل ويسأل عناصر الجيش ، مشكلتنا بدأت عندما أخطأ عدد من عناصر الأمن تجاه التظاهرات السلمية". وأضافوا: "نأمل الان أن لا يتهمنا احد بأننا مجرمون أو مخربون.. نحن نريد الخير لبلدنا سورية ". تبعد منطقة المعظمية إلى الجنوب من دمشق بحوالي 17 كلم وهي تحتضن مزيجا اجتماعيا من أبناء سورية.