واصلت بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية جولاتها في خامس يوم عمل لها داخل الأراضي السورية، في وقت اعلنت فيه جماعتان سوريتان معارضتان توقيع "اتفاق سياسي" بشأن مرحلة ما بعد الأسد. واعلنت هيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديموقراطي انها توصلت الى اتفاق مع المجلس الوطني السوري يحدد "القواعد السياسية للنضال الديموقراطي والمرحلة الانتقالية". ويضم المجلس الوطني الانتقالي الجزء الاكبر من المعارضة السورية، بينما تضم الهيئة احزاب تجمع اليسار السوري وحزب العمل الشيوعي وحزب الاتحاد الاشتراكي و11 حزبا كرديا الى جانب شخصيات معارضة. وقالت الهيئة في بيان اصدرته السبت أنها "تزف نبأ توقيع الاتفاق السياسي" مع المجلس الوطني السوري في القاهرة امس، "اثر مباحثات استمرت لاكثر من شهر". واوضحت ان الاتفاق وقعه رئيس المجلس برهان غليون والناشط هيثم مناع عن هيئة التنسيق. واضافت ان "الاتفاق ينص على تحديد القواعد السياسية للنضال الديموقراطي والمرحلة الانتقالية محددا اهم معالم سوريا الغد التي يطمح لها كل حريص على كرامة الوطن وحقوق المواطن وأسس بناء الدولة المدنية الديموقراطية". جمعة دامية ياتي الإعلان عن توقيع هذا الاتفاق عقب يوم دام شهد سقوط ما لا يقل عن 35 قتيلا في مختلف أنحاء سوريا. وافادت التقارير الواردة من هناك أن قوات الأمن اشتبكت مع المتظاهرين المعارضين الذين خرجوا في "جمعة الزحف". وقال ناشطون إن العديد من الجرحى سقطوا عندما فتحت قوات الجيش النار لتفريق مظاهرة في دوما في ضواحي دمشق. وأضافوا أن ما لا يقل عن خمسة متظاهرين قتلوا في درعا، بينما سقط خمسة آخرون في حماة . وجاءت مظاهرات الجمعة تلبية لدعوة نشطاء المعارضة السورية الى التوجه الى الساحات العامة في اول جمعة بوجود مراقبي الجامعة العربية الذين انتشروا في العديد من المدن السورية. وعقب صلاة الجمعة شهدت ضواحي دمشق ومدن حمص وحماة ودرعا مظاهرات عارمة استجابة لتلك الدعوة. "قنابل مسمارية" وقال مراسل بي بي سي في سوريا عساف عبود أن بلدات دوما في ريف دمشق ودرعا البلد وإنخل في ريف درعا شهدت مظاهرات صباحية، كما خرجت تظاهرات في عامودا والدرباسية والقامشلي شمال شرق سورية وفي معرّة النعمان وبنّج في إدلب. وفي محافظة إدلب شارك 250 ألف شخص في مظاهرة ضخمة، بينما خرجت مسيرات كبيرة في حماة وحمص ودرعا وضواحي العاصمة دمشق، حسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإسنان ومقره لندن. وشارك 150 ألف شخص في اعتصامات جرت أمام مقر بعثة الجامعة العربية في دوما، حسب لجان التنسيق المحلية، وهي شبكة من الناشطين داخل سوريا. وقال أحد المواطنين في دمشق لبي بي سي ان قوات الأمن انتشرت خارج أحد المساجد للتحرش بالمحتجين، وذكر أنهم كانوا يستعرضون أسلحتهم أمام الناس، حسب الشاهد. وقال ناشطون ان 20 شخصا جرحوا في دوما نتيجة "قنابل مسامير". وشهد حي برزة في دمشق مظاهرة صباح الجمعة على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف. 5000 قتيل واطلقت قوات الأمن الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على تظاهرة جنوب منطقة الملعب في مدينة حماة. كما شهدت منطقة الجبيلية في دير الزور إطلاق نار لتفريق المتظاهرين. وحال انتشار قوات الأمن في البوكمال دون خروج تظاهرات. بالمقابل، خرجت تظاهرات مؤيدة للحكومة في ساحة السبع بحرات في دمشق وفي شارع الحضارة في حمص وفي القامشلي والحسكة، حسبما ذكر مراسل بي بي سي. يذكر أن المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد انطلقت منتصف مارس/ آذار الماضي. واعلنت الأممالمتحدة مؤخرا أن حوالي 5000 متظاهر قتلوا على يد قوات الأمن في سوريا خلال الأشهر التسعة الماضية. لكن الحكومة السورية تقول إنها تحارب "عصابات إرهابية" وإن 2000 من القوات الأمنية لقوا حتفهم على يد تلك العصابات.