احترت بأي حرف أستجير .. وبأي كلمات أسير .. أحتاج إلى (نور) يضيء لي الطريق .. !! كل المفردات زرعتها في حديقة سنابس .. وكل الزهور نثرتها بين زواياها .. وكل العطور سكبتها في رحلتها المحلية والعربية ..!! أشعر أنني أفلست وأنا أسبح في هذه القرية الحالمة .. فالسيناريو يتكرر .. والمشهد يعيد نفسه ..!! حاولت أن استعين بأحرف الأسى والحزن ليد النور .. لكنني وجدتها غير ملائمة .. فكل مناسباتها عبارة عن فرح عارم ..!! هي أنشودة فرح منذ ما يقارب الربع قرن .. طافت على دوائر الإنجاز بمختلف مسمياتها .. داخل الحدود وخارجه .. شمعتها لم تنطفئ .. ووردتها لم تذبل .. ورائحتها مازالت زكية في المحافل الخارجية ..!! يد النور .. هي واحدة من تلك الإمبراطوريات التي تعشق الاحتلال والاستعمار .. استعمرت الألقاب .. واحتلت الكؤوس .. ومازالت تفرد عضلاتها في الملاعب .. لم لا وهي تملك أسلحة الدمار الشامل لدك الخصوم .. فالجنرال مهدي آل سالم يجيد قصف صواريخ (سكود) .. وشقيقه محمد يجيد لعبة الصدى بين الخشبات الثلاث بصواريخ (باتريوت) .. أما القنابل العنقودية فهي مخصصة إلى المدفعجي عبد الله الحماد .. فكل تسديداته من خارج خط التسعة قاتلة بدرجة امتياز ..!! لا أعرف السر وراء نوم أهالي سنابس على وسادة من ذهب.. كيف لا.. وكلمتهم أصبحت الأولى في المناسبات الكبرى.. وأيديهم فوق كل يد.. ونجومهم الأكثر إبداعا.. وميزة يد النور أنها تفتخر بصناعتها المحلية .. فهي لا تستعين بالأجنبي في المنافسات المحلية .. وربما تكون يد النور هي الوحيدة لسنوات طوال التي يكون فيها المحلي هو اللواء والعميد وغيرهما من الرتب العسكرية الكبيرة "رياضيا" .. وإذا وجد الأجنبي فهو مكمل لا أكثر ..!! شظايا الفكر الاستراتجي ليد النور حارق للغاية .. وعرابها عبدالعظيم العليوات وهو واحد من صنع هذه الاستراتجية لاعبا ومدربا .. يبني هرما في تدريب الناشئين .. ويقودهم كبارا .. والحصاد دائما ذهب ..!! لا أعرف السر وراء نوم أهالي سنابس على وسادة من ذهب.. كيف لا.. وكلمتهم أصبحت الأولى في المناسبات الكبرى.. وأيديهم فوق كل يد.. ونجومهم الأكثر إبداعا.. والأقل «تحصيلا».. فما يدفعهم للإنجاز.. عشق منبعه سنابس.. لا المال شكل لهم حافزا.. ولا معوقا.. هم شباب أحبوا قريتهم الهادئة.. فأوصلوها للقمة.. رغم أن معاناتهم تقول «العين بصيرة واليد قصيرة»!!. لم ينطفئ هذا النور.. يبقى ضوؤه متفردا.. تماما كهدوء قرية سنابس.. ذاك الجمال الذي يطل على البحر.. ويقبع في المشاتل والمزارع.. هو ضوء خافت يحمل في طياته شموخ الطبيعة.. وإبداع الخالق.. كيف لا وهذه القرية التي تطل على قلعة البرتغاليين.. قد أكسبت تفردا جغرافيا وتاريخيا.. ويبدو أن يدها لا تمرض.. لأنها موغلة في فجر التاريخ..!! سنابس يا سادة.. قرية أو مدينة سموها كما شئتم.. هي صبح عائد من سفر بعيد.. فوق جبينها شمس صغيرة.. تغتسل بعبق التاريخ والجغرافيا.. عيناها حائرتان ما بين زرقة البحر.. واخضرار الزرع .. منذ زمن بعيد .. وهي تلتقي القوافل والبشر.. أليست هي جارة ميناء دارين.. ولكم أيها السادة أن تتخيلوا تلك القرية الصغيرة في ذلك الزمن الجميل لهذا الميناء.. يقولون عن سنابس انها الواحة التي ينام الزائرون في ربوع مزارعها..!! سنابس بالأمس كررت إنجاز العرب .. وهتف جمهورها في الصالة الخضراء "نحن أبطال العرب" .. !! شكرا عبد رب الرسول العبيدي رئيس النادي .. شكرا حسن السيهاتي المشرف على اللعبة .. شكرا عزيز درغام الجندي المجهول في يد النور منذ ما يقارب الربع قرن .. شكرا لأبناء سنابس إنجاز الوطن الجديد ..!!