هكذا يظنون أن المسافة موغلة في الغدر ما بين محبرتي..وأسوار قريتهم.. يسرجون جراحاتهم بطوفان تدابير الخطايا من قلمي.. إن مدحت هرولوا نحن نهر (التخدير).. وإن انتقدت قالوا تشرذم بالخطايا كعادته في جزيرة حقده..!! هكذا تتقاطر سيوف الشك واليقين في آن واحد لكلماتي عندما يضيء النور شوارع (سنابس)..!! تلك النبال تلاججت ضد محبرتي.. بأزير الزمن الذي تعاقب فيه الأصفر والبرتغالي..!! والآن شدوا أقواسكم أيها السابحون في مؤامرة (التخدير).. وأسرعوا بقاربكم نحو شاطئ التهمة.. فالنهر الذي تعشقونه يسمح لنا بديمومة المديح.. لكنه بمكيال واحد.. وليس بمكيالين..!! يد النور أعرفها منذ زمن بعيد.. تقارع الكؤوس والدروع.. تنفخ أوداجها.. وتتمتم لكلماتها.. لتفرخ نجوما يصلون للصف الأول بسرعة الصاروخ..!! لننير المشهد الواهي يا أبناء سنابس.. فأصابعي إذ داعبت إنجازكم لا تحترق.. فهي تشتعل فرحا وطربا.. وأحرفي تتراقص.. وكلماتي تسبح في نهر أفراحكم.. أليس الموسيقار نجمكم.. والبلدوزر العليوات قطبان سفينتكم.. فلماذا لا نفرح بنصركم..!! لم يخبأ خبز حرفي مع انتصاركم.. ولم أبعه بشراهة عند انكساركم.. فقلمي لا ينام متعبا مشخرا على سرير الشقاء.. عندما تتزين سنابس بمصابيح مجدها وتألقها..!! سنابس.. يا رائحة السعف الأخضر في القرى.. يا من ينام أهلك الطيبون على وسادة الذهب.. وتتراقص طموحاتهم على جفن الدنيا بدون تعب.. لقد منحك شبابك أريج المجد الزاكي الذي لا يهرم.. فكلما ودع نجم حمل الراية نجم آخر..!! يا سادتي الكرام.. هل تعرفون قصة يد النور بكامل فصولها وتفاصيلها؟! هل سمعتم بالجينات الوراثية.. وهل قرأتم وشاهدتم لعبة التتابع في مضمار أم الألعاب؟! يد النور.. هي بقعة بشرية تمتد خلاياها من جيل لآخر تحت وطأة الجينات.. لا تستغربوا هاكم مثالا من الماضي.. أبناء العليوات.. وفي منتصف الطريق أبناء آل سعيد.. وفي الحاضر العبيدي إخوان.. والسالم إخوان.. وأسماء أخرى لا أذكرهم.. لكنني أتذكر أن النجومية في لعبة اليد عندهم هي امتداد وراثي.. كل نجم يسلم الراية لشقيقه أو ابن شقيقه أو ابن شقيقته.. أو ابن عمه.. وهكذا دواليك..!! تنتابني لحظات أعتصر فيها شفقة على هذا الفكر المقيت.. وتنتابني حسرة على أولئك الذين صبغوا قلوبهم باللون الأسود..!! يد النور.. هالة من الضوء المشع غطت جنبات وطرق سنابس.. وكانت سفيرة لهذه القرية الهادئة المحاطة بالبحر والخضرة من كل الجهات..!! يد السنابس لم تكسر عندما هبت رياح الخلافات تتطفل عليها.. فلم يضيعها موج البحر.. ولا قحط الزرع في القرية.. فقد علت الأصوات بالكف عن قذف الكلمات مع ريح الشخصنة.. وعاد كل شيء لهدوئه وطبيعته..!! الفرحة.. تسافر من نخلة لأخرى في سنابس.. تدخل دار دار بدون "أحم أو دستور".. فقد ودعت لغة النورس بالبوح المرير.. فاللحظة حانت لعودة الماضي الجميل.. زمن العليوات عبدالعظيم ودرغام عزيز وياسر العبندي والمرحوم رضا العابد.. ونجوم حفرت اسم سنابس في دفتر الإنجازات المحلية والخارجية..!! سنابس في كرة اليد نهر ممتد.. مياهه من ذهب.. وذاكرته لا تهرم.. ومن ينسى المدرسة التي غيرت خارطة كرة اليد السعودية.. وأنهت استعمار الأهلي والخليج للبطولات والألقاب بعد عشرين عاما من تداول السلطة بينهما..!! سنابس.. لغة جميلة في كتاب كرة اليد.. أحرفها متقنة.. وكلماتها عذبة.. وجملها أقرب للقصيدة.. وعناوينها تدرس.. لم لا والموسيقار أحد أبنائها..!! سنابس.. نامت ليلة أمس قريرة العين.. والفرح يجوس في أقاصي مزارعها ومشاتلها.. تطل بعين على البحر.. وعينها الأخرى على الزرع.. فقد باعت محصولها الوثير في نخبة اليد.. وأوقفت مد البحر لأمواجه عن رمالها الذهبية.. هي تمارس طقوس الفرح.. فدعوها نائمة تعبر بأحلامها من بطولة لبطولة.. ومن لقب للقب.. ومن إنجاز لآخر..!! لا وقت هنا لقرض الشعر في (هوى السنابسي).. ولا وقت أيضا لسكب النثر على نجومهم وإنجازاتهم.. فقبضة السؤال الثقيلة واقفة عند حناجر البعض يتساءلون بلغة الواثق.. (هذا الكلام زائف ومن وراء قلبه.. وغصبا على محبرته).. أليس كذلك..!! تنتابني لحظات أعتصر فيها شفقة على هذا الفكر المقيت.. وتنتابني حسرة على أولئك الذين صبغوا قلوبهم باللون الأسود..!!