فوق سطحها الغامض .. تتناثر أسئلتي هنا وهناك .. ما بال الكادحين يبسطون يدهم على ذهبها ؟ لماذا هي بالذات أصبحت رغيفا لهم ..؟!! هم الكادحون الذين لم يولدوا وفي فمهم معالق من ذهب .. هم من أولئك الذين يردِّدون " العين بصيرة واليد قصيرة "..!! أحاول فك سر الطلاسم لهذه العلاقة التي فاحت رائحتها .. ولمَ لا ..؟ وأولئك الساكنون في شارع الذهب لا يملكون قوت يومهم .. فمن أين لهم الجلوس على طاولة العروس التي تلبس فستانا من ذهب ؟! لا أعرف حقيقة حتى الآن السِّر وراء عشق كرة اليد المحلية .. لأندية الدخل المحدود .. فهي غير نظيراتها الجميلات «الطائرة والسلة والتنس» وكرويات أخريات لا تحضرني أسماؤهن .. ولكنني بعد طول تفكير وصبر وجلد .. وعودة للماضي منذ ما يقارب الربع قرن .. اكتشفت سر العلاقة الوطيدة بين أندية الدخل المحدود وكرة اليد المحلية وما بينهما من ليال رومانسية لا تنسى ..!! مضر فتح طريقا لكل الأندية وفي كل لعبة .. طريقا لا يعترف بضعف الإمكانات .. ولا بِقلّة الموارد .. ولا بالعين بصيرة واليد قصيرة .. بل طريق مسفلت بالطموح والإرادة .. طريق مشجر بالأمل والتفاؤل .. طريق مضاء بتحويل الأرض القاحلة لواحة خضراء .. والظلام لزينة .. يفرح بها الكبير والصغير ..!! من هؤلاء يد النور التي لا تمتلك ريالا واحدا في خزينتها .. لكنها حققت ألقابا خارجية عربية وخليجية .. ومازالت حتى يومنا هذا تزف لجماهيرها الفرحة .. وتزين النادي الصغير بالكثير من الألقاب .. والنور من الأندية الكادحة التي أشغلت النقاد بدراسة واسعة لأندية لا تمتلك الإمكانات وتستطيع البقاء في دائرة المنافسة لأكثر من (15) عاما ..!! ومنها أيضا القديحي نادي مضر الذي سار على سلك البطولات والألقاب .. ونجح بدرجة امتياز .. في تحويل حلم قريته الصغيرة .. لمعانقة الذهب محليا وآسيوياً .. ومشاركته في المونديال حكاية .. وأكثر من قصة .. وأكثر من ملحمة .. وأكثر من طموح .. وأكثر من خيال تحوّل لواقع ..!! مضر فتح طريقا لكل الأندية وفي كل لعبة .. طريقا لا يعترف بضعف الإمكانات .. ولا بِقلّة الموارد .. ولا بالعين بصيرة واليد قصيرة .. بل طريق مسفلت بالطموح والإرادة .. طريق مشجر بالأمل والتفاؤل .. طريق مضاء بتحويل الأرض القاحلة لواحة خضراء .. والظلام لزينة .. يفرح بها الكبير والصغير ..!! اليوم النور ومضر يشاركان عربيا .. والمطلوب دعمهما ماديا ومعنويا وجماهيريا وإعلاميا .. فهما رصيدٌ من ذهب في خزانة الرياضة السعودية .. وهما من نجح في رفع علم بلادهما عالياً في محافل كثيرة .. سواءً بمشاركتهما الخارجية أو مشاركة لاعبيهم الكُثر مع المنتخبات السعودية لكرة اليد .. ومنها المشاركة في نهائيات كأس العالم ..!! النور ومضر .. عينان في رأس .. والمهم أن يكون اللقب سعوديا .. وكل ما نتمناه أن يتواجها في النهائي .. حينها سيكون للبطولة طعمٌ خاص ..!!