لا أعرف لماذا تذكرت أولئك القابعين في دهاليز " الدخل المحدود " عندما فاز النور على الأهلي ومضر على الوحدة في افتتاحية نخبة اليد أمس .. تذكرت أنني تساءلت في مقالة سابقة .. ما بال الكادحين يبسطون يدهم على ذهبها ؟ لماذا هي بالذات أصبحت رغيف أولئك المارين في شوارعها من غير زاد ؟!! ** يدخلون بوابتها .. باستحياء .. يستأذنون .. ومن ثم نراهم أصحاب الذهب .. من أين لهم هذا ؟!! ** هم الكادحون الذين لم يولدوا وفي فمهم ملاعق من ذهب .. هم من أولئك الذين يرددون " العين بصيرة واليد قصيرة " ..!! بعد الخليج جاء النور .. وهو أقل دخلا من الخليج .. بل من الأندية التي لا تمتلك ريالا واحدا في خزينتها .. وسارت على نفس النهج .. بل حققت ألقابا خارجية عربية وخليجية .. ومازالت حتى يومنا هذا تزف لجماهيرها الفرحة .. وتزين النادي الصغير بالكثير من الألقاب ** أحاول فك سر الطلاسم لهذه العلاقة التي فاحت رائحتها .. ولم لا .. وأولئك الساكنون في شارع الذهب لا يملكون قوت يومهم .. فمن أين لهم الجلوس على طاولة العروس التي تلبس فستانا من ذهب ؟! ** أركب الموجة .. أعلو وأهبط .. أضرب أخماسا في أسداس .. أفتقد القدرة للوصول إلى طبيعة العلاقة بينهما .. لم أحتج لشرح موقفي لكل من واجهته .. وسألته عن سر تلك العلاقة ..!! ** برز الماضي بحدة في مخيلتي .. صرخت " وجدتها " فلم يكن "آرخميدس " في قانون " الطفو " أبرع مني في الإجابة على قانون " الفقر والذهب " في حضرة العروس الملقبة " بكرة اليد " ..!! ** لا أعرف حقيقة حتى الآن السر وراء عشق كرة اليد المحلية .. لأندية الدخل المحدود .. فهي غير نظيراتها الجميلات " الطائرة والسلة والتنس " وكرويات أخريات لا تحضرني أسماؤهن .. ولكنني بعد طول تفكير وصبر وجلد .. وعودة للماضي منذ ما يقارب الربع قرن .. اكتشفت سر العلاقة الوطيدة بين أندية الدخل المحدود وكرة اليد المحلية وما بينهما من ليالي رومانسية لا تنسى ..!! ** منذ ربع قرن وأكثر .. انتفض الخليج .. وحمل على عاتقه راية إزاحة الكبار عن الذهب .. طبعا ليس الذهب الأسود .. ولو أن اسم الخليج مرتبط به عالميا ومحليا وقاريا .. ولولاه لم قامت تلك الحروب .. ولم يهتم فينا " الخواجات " .. وسلطت كل تلفزيونات العالم لهذا الخليج المسكين ..!! ** الخليج الذي أقصده هو أحد أعرق الأندية السعودية في كرة اليد ..و كان مطلع الثمانينات من القرن الماضي وما زال من أندية الدخل المحدود .. عانق الذهب .. وأزاح الأهلي والاتحاد والوحدة عن بعض الألقاب .. ونجح في ترسيخ مدرسة قوية في الساحل الشرقي .. حتى خيل للمتابع الرياضي أن الرياضة في الشرقية .. هي كرة يد فقط .. لكثرة الأندية التي تتنافس على ألقابها في جميع الدرجات ..!! ** وبعد الخليج جاء النور .. وهو أقل دخلا من الخليج .. بل من الأندية التي لا تمتلك ريالا واحدا في خزينتها .. وسارت على نفس النهج .. بل حققت ألقابا خارجية عربية وخليجية .. ومازالت حتى يومنا هذا تزف لجماهيرها الفرحة .. وتزين النادي الصغير بالكثير من الألقاب .. والنور من الأندية الكادحة التي أشغلت النقاد بدراسة واسعة لأندية لا تمتلك الإمكانات وتستطيع البقاء في دائرة المنافسة لأكثر من ( 15) عاما ..!! ** و دخل القديحي نادي مضر مرة أخرى على سلك البطولات والألقاب .. ونجح بدرجة امتياز .. في تحويل حلم قريته الصغيرة .. لمعانقة لقب الدوري الممتاز .. لقب فيه أكثر من حكاية .. وأكثر من قصة .. وأكثر من ملحمة .. وأكثر من طموح .. وأكثر من خيال تحول لواقع ..!! ** مضر القديح .. لم يحقق لقبا بفوزه الثاني على التوالي ببطولة الدوري فحسب .. بل أعطى قيمة لوفاء أهله ومحبيه .. أعطى صورة مفادها أن التعاون والتكاتف والتعاضد بين أبناء القرية ينتج ذهبا .. بل ويسرق الذهب من فم الكبير عن طيب خاطر ..!! ** يبقى السؤال يطل أكثر من مرة .. هل تقبض يد الدخل المحدود على لقب النخبة ؟!