ينسحب الحرف .. وتخجل الكلمة .. وتتوارى الجمل .. عندما أكتب عن بطل خرج من محطة الحرمان .. لا إمكانات .. ولا ماديات .. ولا حتى صالة ينثر فيها نجومه إبداعاتهم .. هم أقرب لأولئك الذين أوجدوا الضوء في العتمة .. والاخضرار في الأرض القاحلة .. والماء العذب وسط البحار المالحة .. هزوا بجذع القلب طموحهم فوصلوا لهدفهم .. لينثر السؤال بعد ذلك مداه .. انها يا سادة ببساطة شديدة حكاية يد مضر !! سؤال يطرح نفسه بقوة .. ألا يستحق هذا الأملح منا دعمه ومساندته قبل مشاركته المرتقبة في بطولة العالم للاندية الابطال لكرة اليد ؟! فمن رحم الألم والمعاناة حققت الإنجازات .. وبالإرادة والتصميم قهرت المستحيلات .. واعتلوا قمة الهرم الآسيوي بطموحهم المشروع لانهم لم يستسلموا لليأس .. واضاءوا طريقهم ببطولة قارية بعد التألق المحلي رغم العثرات والصعوبات وانتقلوا لمرحلة العالمية ..!! يد مضر تتشكل قبضة هلامية .. تتراقص على راحتيها مدائن الفرح رغم ضيق ذات اليد .. وتسكنها أنشودة وطن في عرس آسيوي .. ألغت وشطبت من أجندتها كلمة مستحيل ..!! لم يعد يتبقى سوى ايام قليلة على مشاركة مضر في كأس العالم للاندية لكرة اليد التي هي اول مشاركة باسم الوطن قبل ان تسجل باسم الاملح ، ولا زال الفريق المضراوي ينتظر الفرج من دعم رجالات الاعمال من ابناء المنطقة الشرقية العامرة بالشركات العامة والخاصة ، والتي لن يضيرها شيء ان هي دعمت فريقا من المنطقة . أسأل تلك اليد الفولاذية التي محت من على الخارطة المحلية والآسيوية فرقا كبيرة .. هل تستطيع فعل ذات الشيء مع أندية عالمية عريقة ؟!! لا اعرف سبباً لعزوف رجال الاعمال عن دعم النادي مادياً قبل بدء البطولة ، لكن الذي اعرفه جيداً ان ادارة النادي بقيادة سامي آل يتيم طرقت كل الابواب من اجل الحصول على دعم يمكن ناديها من التعبير عن نفسه بشكل قوي في المحفل القاري لاسيما وانها المرة الاولى التي يشارك فيها فريق من المملكة في مثل هذا الحدث العالمي في لعبة غير كرة القدم !! لم يعد امام ادارة مضر سوى امل وحيد واخير لانتشالها من الضيقة المالية التي تعانيها قبل انطلاق البطولة ، وذلك الامل يتمثل في تفاعل المسئولين بشركة ارامكو في تقديم الدعم اللازم للفريق لكسر حالة الجفاء تجاه الفريق المضراوي من قبل رجال الاعمال والشركات . ارامكو عودت الجماهير على عدم تأخرها في دعم الرياضيين والفريق الرياضية لا سيما من رياضات الظل ، وأثق تمام الثقة في ان مسئولي ارامكو لن يترددوا برهة في دعم ابناء القديح لاسيما اذا علمنا ان معظم لاعبي مضر موظفون بالشركة بل زد على ذلك ان رئيس النادي سامي آل يتيم احد منسوبي الشركة ومعظم ابناء القديح من العاملين بالشركة ، وكلها عوامل تحفز ارامكو على المضي قدماً في دعم الفريق !! لقد حاكت يد مضر محليا العصامية بكل معانيها حتى وصلت للقمة .. وكتبت في مسيرتها رواية البطل الذي لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب .. بل البطل الذي صنع إنجازه بطموح وكبرياء من لا يعرف المستحيل ويؤمن أن الصغير قد يتعملق على الكبار بالإرادة والتصميم..!! لم تنتظر يد مضر طويلا لتزيح الكبار من مواقعهم .. وتتصدر القمة بجدارة .. بل زادت على ذلك بالتفوق حتى في المراحل العمرية لكرة اليد السعودية .. وسجلت حضورا باهرا ولافتا .. وأضافت للعبة قوة جماهيرية كبيرة !! تلك فصول قصة يد مضر المحلية .. وعما قريب ينتظرها فصل جديد لها في العاصمة القطرية الدوحة .. اسمه العالمية .. ومن يعرف طموح هذا الفريق الأملح يدرك تماما أن إرادته وتصميمه لا يتجزآن ما بين المحلي والخارجي ..!! أسأل تلك اليد الفولاذية التي محت من على الخارطة المحلية والآسيوية فرقا كبيرة .. هل تستطيع فعل ذات الشيء مع أندية عالمية عريقة ؟!! الجواب .. ليس ببعيد .. والدرس ماثل أمامكم يا نجوم مضر .. فالإمكانات لم تكن عائقاً امامكم لاعتلاء منصة الذهب الآسيوية .. والتربع على قمة الهرم الآسيوي .. لقد أشعلوا الضوء من ثقب صغير جدا .. وانطلقوا نحو المجد العالمي بعزيمة الكبار .. يدفعهم عشق الوطن لتجاوز كل الصعاب ..!! والمهمة أوكلت لكم .. فماذا أنتم فاعلون ؟!