في كلمة يوم المسرح العالمي لهذا العام 2011، والتي كتبتها الأوغندية جيسيكا أ. كاهوا وكانت بعنوان «المسرح خادم الإنسانية»، وردت عبارة «لكي يزدهر المسرح، من بين جملة من الأشكال الفنية، يجب علينا اتخاذ خطوة جريئة من أجل إدراجه في الحياة اليومية، والتعامل مع القضايا الحرجة في الصراعات لأجل السلام»، وهذه العبارة ترسم صورة رومانسية أو مثالية للمسرح المفترض، أو ربما هي صورة للمسرح في دول متقدمة، حيث يستعان بالمسرح كفن لتوطيد السلم والصداقة بين الشعوب!، كما ورد في الرسالة. لا ينكر أحد ما يحتشد في مواقع الإنترنت من مقالات وردود لا تتسق ومفهوم الوحدة الوطنية التي تكرست، فالوطن كان ولا يزال عابرا للطوائف والمناطق والقبائل، الوطن فوق كل اعتبار، وما أفرزته تغيرات سياسية في العالم العربي من ازدياد الفرقة والخلاف في ردود قراء صحف وفي منتديات، أو حتى ردود على مقاطع فيديو، يخدش بطبيعة الحال اللحمة الوطنية التي هي ضمانتنا جميعا، وهي التي تسعى لها حكومة خادم الحرمين الشريفين الذي أرسى أسس الحوار الوطني منذ سنوات طويلة. الحوار الذي فتح الباب أمام المعرفة المتبادلة بين شرائح المجتمع السعودي الذي تجمعهم مواطنة واحدة. أتمنى أن يستثمر المسرحيون مناسبة يوم المسرح العالمي ويثبتوا أنهم أبناء مسرح سعودي واحد بلا اختلاف أو تباين، ويدعون للوحدة الوطنيةكل هذا يدعونا للسؤال، حول وظيفة المسرح في هذه الحالة، فهل يمكنه أن يوطد السلام والألفة بين شرائح المجتمع ويصل بهم إلى بر الأمان بعيدا عن الاصطفافات التي شاهدناها في الفترة الماضية؟ أم أن المسرح في المملكة لا يزال فنا كماليا لا وظيفة عضوية له، فهو يبدو بعيدا عن ملامسة قضايا اجتماعية هامة، ويركن للتحليق في عوالم أخرى. وكنت –شخصيا- أتمنى أن يستثمر المسرحيون مناسبة يوم المسرح العالمي ويثبتوا أنهم أبناء مسرح سعودي واحد بلا اختلاف أو تباين، ويدعون للوحدة الوطنية. وأتمنى أن تقدم في هذه المناسبة كلمة للمسرح السعودي تنادي بالوحدة الوطنية وتدعو للابتعاد عن مواطن الفتنة، ويكون الوطن بكل مكوناته وجغرافيته وتاريخه سقفا موحدا لكل الشعب السعودي. كنت أتمنى ولو لمرة واحدة أن يعلن المسرح عن شجاعته وألا يخبئ رأسه بالرمل، فالمسرح الذي نحلم به أرقى مما هو عليه، وأسمى من هذا الأنموذج الممسوخ من مسرح لا علاقة له بمجتمعه. كل عام وأنتم بخير أيها المسرحيون. [email protected]