من الواضح بمكان أن المتعاملين وعلى شتى فئاتهم على درجة عالية من الحذر من التطورات الحاصلة في المنطقة العربية وإمكانية التدخلات العسكرية المحتملة إن لم تنجح المساعي الدبلوماسية لحل المشاكل العالقة وبما أن جميع الخيارات لا تزال مفتوحة فهذا ما يربك الكثير من المتعاملين حيث ان أموالهم معرضة بأي لحظة للخسارة جراء تراجع أسعار العملات بشكل مفاجئ بسبب اتخاذ القيادة الأمريكية القرار بالتدخل المباشر.. إن المبالغة الشديدة هو السلوك الطاغي للمتعامل بأسواق المال حيث ان هكذا مؤثرات تصيب مباشرة أهم ما يملكه في السوق وهي أمواله فتراه في غاية الحذر وبذات الوقت في غاية التخبط وعدم وجود القرار الواضح، وبهذا الوقت تحديدا يجب عليه أن يأخذ قسطا من الراحة من العمل بأسواق المال وينتظر إلى أن تهدأ الأمور وتستقر الأوضاع وتتضح بشكل كاف ومن ثم العودة للعمل، فلا أعتقد أن الجميع مضطر للعمل بهذه الأسواق الخطرة بجميع الظروف وتحت أي ضغط وفي أي وقت. الإسترليني مقابل الين لو عدنا قليلا إلى الوراء وراجعنا بعض التحاليل السابقة والتي تضمنت الحديث عن الجنيه الإسترليني أمام الين الياباني لوجدنا أنه تحدثنا حينها عن أن اختراق مستويات المقاومة الرئيسية له حينها والتي تحولت بفعل الاختراق والواقعة على مستويات 148.50 والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والموضحة بالرسم البياني المرفق سوف ينتج عنه صعود إيجابي يستهدف مستويات المقاومة التالية له عند مناطق 168.11 ين لكل جنيه إسترليني وبالفعل فإن هذا ما يحدث حاليا فبعد اختراق المستوى المذكور قبل خمسة أشهر تقريبا انطلقت الأسعار وصولا إلى مناطق 156.74 والتي عاد منها إلى مستويات المقاومة المخترقة التي تحولت دعما بفعل الاختراق كإعادة اختبار لها وقد صمدت ثلاثة أشهر مما أعطى المتعاملين يقينا أنها مستويات دعم رئيسية وقاعدة انطلاق لموجة صاعدة تستهدف مستويات بعيدة نسيبا وهو ما دفعهم للتوجه الشرائي والذي نشاهد نتائجه حاليا من خلال انطلاقة الزوج نحو الأعلى، وما يطمئن أكثر أن الجنيه الإسترليني قد اخترق مستويات ال 156.74 المذكورة أعلاه خلال تداولات الأسبوع الماضي ووصل إلى مناطق 158.52 قبل أن يتراجع قليلا لينهي تعاملاته عند مناطق 157.51 وليكون توجهه بات أكثر وضوحا وعليه فإن أي أوامر بيعية خلال الفترة القادمة ستكون معاكسة للتوجه العام مما يترتب عليه ارتفاع نسبة المخاطرة إلى مستويات عالية والأفضل بأي حال هو انتظار الأسعار عند مستويات دعم رئيسية مع الاحتفاظ بوضع أمر لوقف الخسارة دون مستوى الدعم الذي سيتم عنده الدخول وذلك احتياطا من أي انعكاس سعري محتمل. اليورو مقابل الين كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لزوج اليورو مقابل الين الياباني فإن مستويات مقاومته الأولى حاليا تقع عند مناطق 133.78 ين لكل يورو والمتمثلة بقمة الموجة الصاعدة الحالية والتي تم كبح صعود الزوج عندها قبل خمسة أشهر تقريبا إلا أن ثباته وإصرار المتعاملين على الشراء ومقاومة أوامر البيع الكبيرة المتمركزة عند هذه المستويات دفعت بالأسعار للبقاء في مجال المقاومة المذكورة مما يعطي انطباعا إيجابيا حول التوجه القادم للزوج فمن يكسب الجولة هو من سيسيطر على التوجه القادم رغم ابتعاد الأسعار عن قاع الموجة الحالية، فلو سيطر المشترين على التداولات فإن المتوقع هو اختراق مستويات المقاومة الحالية والتوجه للمقاومة التالية الواقعة على مستويات 140.67 والمتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري، إلا أن فشل الاختراق يعني استمرار سيطرة البائعين مما يدفع بالأسعار إلى مستويات متدنية يأتي أولها عند مناطق 124.42 الواقعة على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على ذات الإطار الزمني ولكن التداولات الحالية تدفع الكثير من المتعاملين للحيرة في اتخاذ القرار المناسب وعليه فإن ما أود التأكيد عليه أنه عندما تفرض الحيرة نفسها بأحد الأزواج فإنه يجب على المتعامل الابتعاد عن هذه المنطقة والبحث عن الفرصة في أزواج أخرى والسوق مليء بالفرص ولكن تحتاج للبحث والتقصي والمتابعة بشكل دقيق. حالة الذهب تراجعت أسعار أونصة الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي بشكل لافت حيث افتتحت الشمعة الأسبوعية عند مستويات 1391 دولارا لكل أوقية حيث صعدت بشكل طفيف إلى مناطق 1394 دولارا حيث تعرضت لموجة بيع كبحت صعوده ودفعته للتراجع الذي استمر إلى أن وصلت الأسعار إلى مناطق الدعم الرئيسي الأول والذي تمت الإشارة إليه في مقالات تحليلية سابقة عند مستويات ال 1300 دولار لكل أوقية والمتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق حيث وصلت أدنى تعاملات للذهب خلال الأسبوع الماضي عند 1304 أي بفارق أربع دولارات فقط إلا أن المتعاملين كانوا متواجدين عند هذه المستويات بأوامرهم الشرائية الأمر الذي أدى إلى تقليص بعض من التراجعات في اليوم الأخير من التداولات حيث ارتد قليلا لينهي تعاملاته عند مستويات 1323 دولارا ولتكون الحصيلة النهائية الأسبوعية تتمثل بتراجع أسعار أوقية الذهب 68 دولارا وهو ما نسبته 4.8 بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية المذكور أعلاه... إن ما يجب الإشارة إليه أن الاتجاه الحالي للذهب هو الاتجاه الهابط والموجة التي يسير بها تصحيحية للموجة الكلية الصاعدة وهو ما يعني أن أي صعود في الأسعار من الممكن أن يتم استغلاله للبيع عند أفضل مستويات سعرية ممكنة وهو ما يجعل المخاطرة مرتفعة لكل من يريد شراء الذهب عند المستويات الحالية أو بالقرب من مستويات الدعم الرئيسي الأول المذكور أعلاه دون استخدام أوامر وقف الخسارة دون تلك المستويات ببضعة دولارات وذلك لحماية العقود الشرائية من التعرض لانزلاقات سعرية فيما لو حدث الكسر الذي إن تم فإنه سيستهدف مستويات الدعم الثاني له عند مناطق 1180-1153 الواقعة كما هو واضح بالرسم المرفق على حاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه.. قد تشهد الأسعار ارتفاعات جديدة ولكن يبقى السؤال الأهم هل هي بداية لموجة صاعدة رئيسية أم أنها موجة صاعدة ضمن موجة تصحيحية سوف تستكمل مشوارها لاحقا؟