يختلف المحللون فيما بينهم، فهناك أدوات ومؤشرات ونماذج سعرية يتم استخدامها أثناء تحليل الرسم البياني الذي بناء عليه يتم تحديد مستويات الدعم والمقاومة مع استنتاج الاتجاه الأكثر ترجيحا، إلا أنني أعتقد أن استخدامها مجتمعة سوف يؤدي إلى تكديس الكثير من الخطوط والمؤشرات والأدوات والنماذج أمام أعيننا ما يفقدنا عامل التركز المهم، قد لا يستطع البعض أن يشاهد الرسم البياني نفسه من كمية هذه الخطوط، وبالتالي فإن قرار الدخول الشرائي أو البيعي لن يكون دقيقا بأي حال ولن يكون اتخاذه مبني على مبدأ البساطة في تحليل الرسم البياني وتحديد النقاط الرئيسة المهمة في مسيرته، وعليه فإن الأغلب بنتائجه أن تكون غير مرضية لهؤلاء المتعاملين، لذا أنصحهم بأن يستخدموا البساطة في التحليل فإنها الأقوى والأكثر استخداما حتى من كبار صناع السوق ممن يعتمدوا على التحليل الفني في صناعة قراراتهم. اليورو مقابل الين بعد أن ارتدت أسعار اليورو مقابل الين الياباني من مستويات القاع الأخير للموجة الهابطة على الإطار الزمني الشهري عند مناطق 94.10 ين لكل يورو انطلق الزوج بثلاث شمعات إيجابية حقق فيهم صعودا جيدا بلغ عدد نقاطه 719 نقطة من افتتاح الشمعة الشهرية لشهر ثمانية عند مستويات 96.15 إلى إغلاق الشهر الماضي عند مستويات 103.34لكن الزخم الصاعد بدأ في التراخي شيئا فشيئا خصوصا بعد الأخبار السلبية التي تأتي من منطقة اليورو بشكل عام ما يضعف الطلب عليه وينخفض أمام العملات الرئيسة منها الين والدولار الأمريكي الجنيه الاسترليني ومن هذا الضغط غير المتوقع لدى كثيرين نجد أن احتمالية العودة إلى مستويات الدعم الرئيس الأول له عند مناطق 96.08 أمر وارد، حيث يتمثل هذا المستوى في أدنى إغلاق شهري منذ اثني عشر عاما وأعتقد أن تسهم في كبح هبوط الأسعار قليلا قبل أن تصل إلى مستويات القاع المذكور أعلاه، لكن بأي حال فإن الدخول الشرائي بالزوج عند مستويات الدعم الرئيسة مرفقا به أمر لوقف الخسارة يعتبر خيارا جيدا، لكن يجب الانتباه جيدا إلى أماكن وقف الخسارة لما لها من حساسية، حيث إن كسر بعض الدعوم ينتج عنها انزلاق سعري شرس يستمر في بعض الأحيان دون تصحيح لما يتجاوز المائة والمائتي نقطة، وقد تفلس هذه النقاط حسابات بعض المتعاملين الذين يستخدمون الرافعة المالية بنسبة عالية. الاسترليني مقابل الدولار بعد أن فشل الجنيه الاسترليني في تجاوز مستويات 1.6308 أمام الدولار الأمريكي في شمعة الشهر ما قبل الماضي تراجع الزوج حينها إلى مستويات 1.6140 ومن ثم فشل في تحقيق إغلاق أعلى من ذلك. كما فشل في صعود تداولي أعلى من مستويات المقاومة المذكورة أعلاه وهو ما نتج عنه تكوين قناعة لدى المتعاملين بعدم جدوى الاحتفاظ بالعقود الشرائية أكثر من ذلك ما أدى إلى التوجه للبيع الأمر الذي دفع السعر للهبوط إلى مستويات إغلاقه الحالية عند مناطق 1.5894 ليكون بذلك قد تراجع الزوج منذ بداية الشهر الحالي إلى نهاية تداولات يوم الجمعة الماضية ما قيمته 233 نقطة وهو ما نسبته 1.4 بالمائة من قيمة افتتاح الشهر الحالي عند مستويات 1.6127 دولار لكل جنيه استرليني، ويبدو أن الإغلاق الحالي في مناطق الوسط بين أقرب مقاومة والمذكورة أعلاه وبين أقرب دعم له عند مستويات 1.5571 وهي نقطة التقاء السعر مع خط الميل السعري الصاعد حسبما هو موضح بالرسم البياني المرفق الذي إن كسره السعر فسوف يتوجه للدعم الرئيس الأقوى والمفصلي الواقع عند مستويات 1.5309 والمتمثل في حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري، وعليه فإن الدخول حاليا عند هذه المستويات يعتبر خطأ حسب المقاييس البسيطة، لكن لكل متعامل أسلوبه في التداول، وقد تكون له استراتيجية فنية ناجحة تعطيه التوجه المقبل بكل سهولة ويسر. حالة الذهب منذ أن افتتح الذهب تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 1677 دولارا لكل أوقية ذهبية هبط إلى مستويات ليست بعيدة وهي عند مناطق 1672 دولارا أي بهبوط بلغت قيمته خمسة دولارات في كل أوقية وتعرض عندها لموجة شراء جيدة كبحت هبوطه الذي استمر أربعة أسابيع متتالية خسر بها ما قيمته 103 دولارات وهو ما نسبته 5.8 بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة المذكورة. على أي حال فإن كبح هبوطه بهذه الطريقة يعطي انطباعا ولو مبدئيا عن كمية الطلبات الشرائية على الذهب عند هذه المستويات التي قفزت بالأسعار بشكل متسارع إلى مستويات 1738 قبل أن ترتد الأسعار ليتم إنهاء التداولات عند مستويات الإغلاق الحالية عند 1731 دولارا ليكون الذهب قد كسب في تداولات أسبوعه الماضي ما قيمته 54 دولارا أمريكيا في الأوقية الواحدة وهو ما نسبته أيضا 3.1 بالمائة من قيمة افتتاح الأسبوع كما هو مذكور سابقا، لكن ارتفاع الدولار الأمريكي وارتفاع الذهب في آن واحد يبدو غريبا عند بعض المتعاملين الذين يربطون دائما وأبدا بعلاقة عكسية بين الاثنين فإن كان هناك صعود للدولار فهذا يعني أن الذهب سيهبط ، لكننا لا نشاهد هذه العلاقة بشكل دائم فكما نشاهد الآن فمن راهن على هبوط الذهب بناء صعود الدولار فقد تعرض لخسارة قاسية وهذا خطأ يقع فيه الكثيرون من المبتدئين في التعامل مع أسواق المال، وقد أكون وقعت فيه قبل سنين طويلة، لكن بعد الكثير من المشاهدات أيقنت أنه يجب أن يقوم المتعامل بتحليل كل رسم بياني بشكل منفصل ويكون له قراره واستراتجيته حول هذا الدخول أيا كان شكله مع عدم ربط زوج من العملات بآخر أو بسلعة أيا كان شكلها.