بمقدمة موسيقية وفيلم تسجيلي قصير للضيوف، بدأت الأمسية التي أقامتها جمعية الثقافة والفنون -فرع الدمام- تحت عنوان»تأثير الأغنية أيام زمان على صياغة ذوق المجتمع الخليجي ..»، الأمسية شارك فيها الناقد الدكتور سمير الضامر، والشاعر البحريني المعروف علي الشرقاوي، والموسيقي سليمان جهام، وقدم لها القاص والاعلامي هاني الحجي بمقدمة شعرية وتعريفية للضيوف، وبدأها الشاعر علي الشرقاوي الذي أشار إلى أنه سيتحدث عن تكوين الأغنية قديما من منتصف الخمسينيات، وحتى اوائل الستينيات، مشيرا الى أن الأغنية تتكون من ثلاثة أضلاع هي: «الكلمة، واللحن، والاداء»، وبين أن الاغنية تملك قوة هائلة لاثارة المشاعر وتحريك الجسد وتناول البدايات مع الأناشيد المدرسية التي ادخلت الخليج فيما اسماه الحلم القومي، وقدم تعريفات للذوق وتأثير الأغنية على الفرد ثم الجماعة، وأشار الى ان اغاني عبد الحليم حافظ كانت الأقرب إلى وجدان أهل الخليج، وكذلك دور أم كلثوم في التأثير، وأن الأغنية كانت بديلا عن الرسائل الغرامية، وتناول الأغاني التي منعت وتلك التي غيرت ذوق الأطفال، مثل أغنية محمد فوزي وكذلك تشكيل وجدان الشباب مثل الأغاني التي حرضت الطلبة على رسم صورة مستقبلهم، وبيّن أن المغني إذا حاز اعجاب الجمهور كان له تأثيره عليهم وضرب مثلا بأغاني البيتلز وتناول الحكمة في الاغنية، وقال ان أغاني الحب اذا خرجت الى ساحة اجتماعية اكبر يتحول الحب الى محبة والمحبة تكون بين كل الموجودات.. بدوره قال الدكتور سمير الضامر إن المسأله نسبية، ولكل جيل أغانيه، وتناول كيفية تحول الاغنية من الطبيعة الى الثقافة، ثم كيف كانت انسانية، لتضحى بعد ذلك رأسمالية وكيف كانت تحتفي بالشرف والفخر تدعو الآن الى الشكوى، وتناول الضامر 3 جوانب تمس الاغنية وهي المؤسسة الثقافية وتشكل الدولة وتوظيف الأغنية، ثم التجريب والمقالات، وقدم تعريفا لكل منها وأشار إلى رحلة تشكل الذائقة عبر الاغنية ونهضة التعليم والفنون ومراحل الاستقلال وانشاء الاذاعات والفرق الموسيقية، وارسال الملحنين الى مصر وخروج الاغنية بمزيج من التراث والحداثة، وقال إن توظيف التراث له أهميته وتطرق الى الرقيب الاعلامي ودوره المؤثر وطقوس الاغنية ثم التجريب والانفتاح . الموسيقي سلمان الجهام أكد على قدرة الاغنية على تجميع الشارع العربي حول قضايا بعينها مثل حب الوطن وتمجيده، وأوضح ان الخمسينيات شهدت كما هائلا من الاغاني الوطنية المؤثرة، وانه بعد هزيمة 67 تغير نمط الاغنية لتصبح محرضه، بعدها جاءت أغاني النصر والعبور، وتناول الاغنية الخليجية واحتكاكها بالثقافات الموسيقية . وشهدت الأمسية العديد من المداخلات، وتخللتها قصائد للشاعر الغنائي جواد الشيخ.