التفكير فريضة إسلامية .. خصّ الله - سبحانه وتعالى - الإنسان عن سائر مخلوقاته بعقله الذي هو مركز التفكير ؛ وسخّر كافة مخلوقاته له بسبب قدرته على التفكير . وصدق الله العظيم حيث يقول: ( وسخّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكّرون). الذي لا يفكر هو شخص غير موجود، لذا ربط التفكير وأهميته بالوجود أي بالحياة في هذا العالم «أنا أفكر إذاً أنا موجود». وتطوير التفكير عند أبنائنا يجب أن يكون تطويراً مبدعاً بكل خصائص الإبداع منذ بداية مراحلهم المبكرة وبشكل مستمر. من السهل أن يكون كل طالب مبدعاً في أيّ مجالٍ علمي أو أدبي أو ثقافي، أو اقتصادي أو اجتماعي ... الخ عندما يعيد كل مربٍ حساباته «مشكوراً» في أساليب تعليمه وفي معاملته طلابه، ليرتقوا بقدراتهم العقلية لاستخدام مهارات التفكير كلها ؛ التحليل والاكتشاف والتفسير والمقارنة التميز في التفكير إبداع ؛ والندرة والقدرة على النفاذ إلى ما وراء المباشر والمألوف من الأفكار إبداع؛ والقدرة على إنتاج أفكار عديدة لفظية وأدائية إبداع ؛ وسرعة تفكير الفرد في إعطاء الكلمات وتوليدها في نسق جديد إبداع؛ و»طلاقة التداعي؛ إبداع، و«طلاقة الأفكار» ؛ و»طلاقة الأشكال» إبداع، والمرونة إبداع .. يوجد الكثير فكتب التربية وعلم النفس كنوز؛ حبذا لو يطلع عليها كل مربٍ حريص. وسواء كان للوراثة أو للبيئة تأثير على الإبداع؛ فالمهم أن نجعلهم مفكرين مبدعين نكيف البيئة لصالح الأبناء الأسرة ؛ المؤسسة التعليمية المجتمع. يجب أن تكون هذه البيئة غنية بكل ما من شأنه تنمية الأبناء نفسياً وعقلياً وجسدياً ووجدانياً واجتماعياً. نكيفها ولا نتكيف معها في حالة فقرها التربوي والتعليمي. من السهل أن يكون كل طالب مبدعاً في أيّ مجالٍ علمي أو أدبي أو ثقافي، أو اقتصادي أو اجتماعي ... الخ عندما يعيد كل مربٍ حساباته «مشكوراً» في أساليب تعليمه وفي معاملته طلابه، ليرتقوا بقدراتهم العقلية لاستخدام مهارات التفكير كلها؛ التحليل والاكتشاف والتفسير والمقارنة. التعليم المتطور أصبح ضرورة من أهم ضرورات تنمية الثروة البشرية في وقتنا الحاضر. عصر ثورة المعلومات والتكنولوجيا. من خبرتي في التربية والتعليم أرى أن أساليب التعليم التي تعتمد على التلقين وحشو أدمغة الطلبة بالمعلومات عقيمة تحول عقولهم لأجهزة مفرغة تستقبل وترسل ولا يبقى في الذاكرة أي أثر لمعلومة. الأساليب التربوية غير المقيدة تعطي الطالب فرصاً للتفكير الحر. عدم الاستمتاع بقراءة الشعر .. وإهمال فنون الإلقاء ؛ ودون فهم لما تتضمنه (ناهيك عن الخطأ الوارد وهاتك يا تحطيم ) ، لذا تجب إعادة النظر في طريقة تدريس بعض المعلمين. ضرورة تبادل الأفكار والآراء عن طريق النقاش الهادف والعصف الفكري الذي يُحوّل الطالب إلى شعلة من النشاط الذهني أثناء المشاركة في الأنشطة التي يحبها والمشكلة الكبرى في الأعمال الفنية المطلوبة التي يشارك فيها الخطاط لا الطالب وتحصل على أعلى الدرجات في بعض المدارس. الطالب الذي يحل مسألة في الرياضيات بطريقة غير الطرق التي في كتاب الرياضيات وتكون النتيجة «صح» ؛ مبدعٌ يحتاج لتنمية إبداعاته أكثر بالتشجيع والتحفيز. وكذلك المعلم الذي يبتكر أساليب وتقنيات جديدة تساعد الطالب على التفكير يجب أن يكرم معنوياً وحتى مادياً .. قال تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } الأنعام50. نحن بحاجة لمفكرين مبدعين ؛ ثروة الأمة هي عقول مواطنيها؛ والأمل في الله، ثم في وزارة التربية والتعليم؛ وفي كل منسوبيها؛ وفي الأسر والمجتمع .. مشكورين. [email protected]