الكثير للأسف يعمل بعشوائية غريبة وكأن ما يقوم به مجبر عليه ويتفضل به على الناس مع أن العمل علاوة على الأجر المادي واجب ديني ومسئولية أخلاقية وأمانة أمانة الله، وأمانة الناس سنسأل عنها يوم القيامة. أتمنى أن تستبدل العشوائية في العمل بالإبداع، صحيح أن الصعود للقمم صعب خاصة لمن اعتاد الكسل والقيام بالعمل حسبما اتفق، وعلى من اعتاد الروتين الممل.. المهم إكمال الشهر وانتظار الراتب هذا ما يهم فقط فكيف إذاً لو طلب منهم الإبداع ؟! إن الله تعالى يحبّ إذا عَمِلَ أحدُكم عملاً أن يتقنه» وحتى أكون منصفة أقول: إن هناك نسبة أكبر من المنضبطين في العمل في أكثر المؤسسات.. والمؤسف أن يتساوى الفريقان المنضبط وغيره في تقدير الأداء الوظيفي. إجحاف وظلم عسى أن لا يكون. لماذا لا نبدع طالما نستطيع ؟! الكل يعرف مفهوم الإبداع ويعرف أنه القدرة على ابتكار حلول كثيرة وجديدة لأي مشكلة عملية وبأساليب مبتكرة ومتنوعة هدفها الإبداع، هذا لمن يهوى الإبداع ومن يكره أن يكون مبدعاً ؟! نظل نعمل بشكل عشوائي ونحن قادرون على الإبداع لا لشيء إلاّ لأننا جمدنا قدراتنا وامكانياتنا ونمنا طويلاً بغض النظر عن نوع العمل الذي نعمله. سأضرب مثالاً بمهنة التعليم مهنتي التي أحب وخبرتي الطويلة، تاريخي الوظيفي الطويل أستطيع أن أبين بوضوح وجهة نظري في هذه المهنة. الكل يعرف مفهوم الإبداع ويعرف أنه القدرة على ابتكار حلول كثيرة وجديدة لأي مشكلة عملية وبأساليب مبتكرة ومتنوعة هدفها الإبداع، هذا لمن يهوى الإبداعأهم ما يجب أن أشير إليه أن هذه الرسالة المقدسة أعمدتها الرئيسة ، المؤهل التربوي إلى جانب الرغبة والموهبة والتمكن ليكون صاحبها رسالياً مبدعاً مبتكراً. الابتكار يعتمد على مواهب الشخص المبتكر وثروته المعلوماتية وخبراته السابقة والناجحة في هذا المجال. حتى ننجح نسخر كل قدراتنا، نضع الفكرة العامة للعمل الذي نقوم به، نشكل من هذه الفكرة لوحة فنية ، نبدع في خطوطها وألوانها نحركها، نقلبها حتى تصل بنا ونصل بها للإبداع. عندما نقدم درساً لطلبتنا يجب أن تكون الموهبة والإلهام والرغبة وحب المهنة حاضرة لتنساب المعلومات والمعارف انسياباً لأذهان مبدعي المستقبل دون وسائط ودون اللجوء للتكرار والحفظ الآلي. في المرحلة الابتدائية نبدع ليس فقط في التدريس، لكن في تربية وتنمية قواهم الدينية والفكرية والخلقية هذه أساسيات الإبداع. أما في المراحل التي تليها فالإبداع يكون في الملكات والكشف عن الميول والاستعدادات وتوجيههم الوجهة الصالحة. نبدع وبفن ونحن ننمي فيهم الروح الاجتماعية والنمو الحسي والنفسي والعملي والخلقي والروحي والوطني في آن واحد، ونبدع عند إعدادهم للتعليم الجامعي والعالي. عملية التربية والتعليم رسالة إبداع وأمانة ومراقبة الله جلت قدرته. [email protected]