المرأة عدوة المرأة هذه المقولة كثيرا ما نسمعها تتردد في مجالس عدة ولكن هل تحمل من الصدق الشيء الكثير, أم أنها لا تتجاوز كونها ثرثرة لا تمت للحقيقة بصلة نحن معاشر النساء نعلم جيدا ما هو كيد المرأة وكيف تتحول لكائن متوحش عندما تشعر بالخطر, وهذا الخطر يتباين من امرأة لأخرى فقد يكون خطرا من امرأة تفوقها جمالا مما يشعل الغيرة في كوامن نفسها ويحرك النار الخامدة في أعماقها أو قد يكون تخوفا من زميلة عمل تفضلها ذكاء ومهارة وذلك يهدد مكانتها العملية والعلمية. ومهما تباينت الأسباب والدوافع يبقى عداء المرأة للمرأة هو أخطر أنواع العداوات وتختلف مظاهر عداء المرأة للمرأة متخذة صورا شتى من بينها محاولة الانتقاص الدائم لها والتقليل من شأنها والتشكيك في مهاراتها واختلاق الأقاويل المزيفة بغرض تشويه سمعتها والنيل منها. بين صفوف العاملات في مختلف المجالات نجد من الكيد والمكر والعداوة الشيء الكثير مما يجعلنا نتعجب من شدة الكراهية المكتنزة في نفس المرأة لبنات جنسها وكان الأولى أن تكون المرأة أقرب للمرأة وتسعى في تأييدها وتشاركها همومها. في أروقة الجامعات نسمع كثيرا من الطالبات تشتكي من عداء زميلتها أو قد يكون الأمر أشد من ذلك فيتطور إلى عداء جماعي لتتفنن (شلة) من الطالبات في النيل من زميلتهن لا لشيء سوى أنها الأفضل, أو أنها لم توافق هواهن ولم تكن على (المزاج). وبين صفوف العاملات في مختلف المجالات نجد من الكيد والمكر والعداوة الشيء الكثير مما يجعلنا نتعجب من شدة الكراهية المكتنزة في نفس المرأة لبنات جنسها وكان الأولى أن تكون المرأة أقرب للمرأة وتسعى في تأييدها وتشاركها همومها ولكن للأسف أن الواقع يثبت عكس ذلك فكثير من القرارات التي تخص المرأة والتي تتبناها امرأة أخرى كأن تكون ناشطة حقوقية أو مسؤولة في جهة معينة يكون الاعتراض عليها من امرأة أخرى. وعندما يكون التصويت لترشيح احدى النساء في منصب ما نجد أن غالبية بنات جنسها يصوتن للرجل وليس للمرأة. هذه العداوة تثير التساؤل لدينا وتدفعنا للتساؤل عن ماهية الأسباب الدافعة لذلك التي تتمثل في كون المرأة كائنًا جبل على الغيرة وتعتبر الغيرة شعورا فطريا لدى النساء, ولكن الغيرة في أحيان كثيرة تتطور لتصبح مشاعر عدائية ضد الكائن الذي يماثلها, ومهما كانت درجة تلك العداوة, والأسباب الكامنة وراءها تظل أمرا مستهجنا ويدل على تدني مستوى وعي صاحبتها وافتقارها للقيم الأصيلة! كما أن سيطرة الغيرة على النساء تدلل بشدة على أنهن لا يحتكمن للعقل بل لعواطفهن التي غالبا ما تبنى على مزاجية مرفوضة تؤدي إلى تذبذب في العلاقات الاجتماعية ينخفض ويرتفع بحسب مستوى الغيرة الكامنة في نفوسهن. إن عداء المرأة للمرأة يجعلها عدوة لنفسها سواء أدركت ذلك أم لم تدرك لأنها هي امرأة وبالتالي هي تحارب نفسها, ويغيب عن ذهنها أن محاربتها للمرأة التي هي نصف المجتمع محاربة لنفسها وتعطيل لمصالح بنات جنسها وهذا ما ينعكس سلبا عليها وعلى غيرها من النساء الأخريات اللاتي ينتظرن, ويتطلعن لوصولها لمراتب عليا تشعرهن بالانتصار في مجتمع ذكوري يهيمن على كل مفاصل التفوق والنجاح ولاسيما في بعض مجتمعاتنا العربية.