عادت وتيرة الحذر والترقب لتعصف بتداولات أسواق المال الخليجية وذلك من خلال تداولاتها اليومية بعد دخول الأزمة السورية مرحلة حرجة في انتظار نتائج تصويت الكونجرس الأمريكي للبدء في عمليات ضرب حكومة بشار الأسد. وعلى الرغم من تجاوز الأسواق الخليجية خلال تعاملات بداية الأسبوع وتقليصها لجزء من خسائرها إلا أنها سرعان ما عادت للتراجع مرة أخرى خلال تداولات يوم أمس الخميس وهو اليوم الأخير للتداول الأسبوعي تذبذبات كبيرة ولكن كانت جميع تحركات مؤشرات الخليج في اللون الأحمر ووصف عدد من الخبراء والمختصين في أسواق المال عمليات التذبذب في الأسواق الخليجية بأنها نتيجة حتمية عن توتر الأوضاع الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الأزمة السورية والتي مازال الجميع يترقب ما ستسفر عن الجهود والتحركات الدولية، وكان آخرها إعلان الرئيس الأمريكي أن قرار توجيه الضربة على طاولة الكونجرس الأمريكي مما جعل أسواق المنطقة تعيش على صفيح ساخن خلال الأيام الماضية. فيما أشاروا إلى أن هناك رؤوس أموال أجنبية أصبحت تعد كأموال ساخنة تحاول الخروج من أسواق المنطقة بأقل الخسائر مما أدى لضعف السيولة المالية وتراجعها بهذا الشكل الملفت، مؤكدين أن اقتصاديات الخليج تصنف من ضمن الدول الأقل خطورة نظرًا للقوة الاقتصادية والتي يدعمها الهدوء السياسي وهذا ما ستتجاوزه أسواق المال بشكل سريع بعد اتضاح الرؤية حول سوريا. وعن تعاملات أسواق الخليج شهدت تداولات الأمس تنافسًا بين كافة المؤشرات الخليجية ولكن باللون الأحمر حيث تصدر القائمة سوق أبو ظبي المالية بعدما فقد ما يقارب من 3.03 بالمائة من قيمته ليحقق سوق دبي المركز الثاني بنسبة خسائر بلغت 2.49 بالمائة فيما خسر السوق السعودي ما يقارب من 0.37 بالمائة. من جهتة قال المحلل المالي ثامر السعيد ل"اليوم" إن الربط بين الأحداث السياسية وأسواق المنطقة بشكل واضح ومباشر ولا يمكن إغفاله ومنذ الإعلان عن احتمالية توجيه ضربة عسكرية تجاه حكومة سوريا والأسواق العالمية تعاني من تذبذبات وفقدان للنقاط، وأداء أغلب الأسواق العالمية وخاصة الخليجية أصبح مرهونًا بالأخبار المتواترة حول الأزمة السورية واحتمالية توجية الضربة. وأضاف السعيد الأموال الخليجية وحتى الأجنبية لا تزال تنظر بثقة كبيرة لأغلب اقتصاديات المنطقة وخاصة الخليج ولكن التوتر السياسي ساهم في تراجعات السوق وسرعان ما ستتجاوزها بعد توجية الضرب المحتلمة وعدم قدرة الحكومة السورية في الدفاع. فيما قال هشام تفاحة مدير صناديق الاستثمار لوكالة رويترز «الضبابية تسود السوق وأسواق العالم بأكمله وتلك الضبابية تدفع المؤشر للتذبذب باتجاه الانخفاض... الرؤية غير واضحة». وأضاف «ستكون أخبار سوريا هي المحرك الرئيسي للسوق. في حال وقوع الضربة وانحسار الأمر بين سوريا وأمريكا سيبدأ السوق مرحلة الارتداد مرة أخرى إلى مستوى 8000 نقطة لكن مع استمرار الضبابية أرى أن تعاملات الأسبوع المقبل ستكون بين 7600- 7700 نقطة». وقال طلال الهذال محلل الأبحاث الأول لدى الاستثمار كابيتال «المخاوف السياسية تضغط على السوق وتجعل السوق غير متجاوب مع الأخبار الاقتصادية الإيجابية... مسار السوق سلبًا أو إيجابًا سيحدده التصويت بشأن الضربة العسكرية لسوريا.» وتوقع الهذال أن يواصل المؤشر التذبذب في اتجاه نزولي قبل حدوث الضربة ليكون مستوى الهبوط المستهدف 7500 نقطة في حين يقع مستوى الصعود في حالة وضوح الرؤية بين 7850-7900 نقطة. وتجاهلت السوق السعودية هذا الأسبوع أنباء اقتصادية إيجابية كان أبرزها تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في المملكة إلى 2.7 بالمائة على أساس سنوي في الربع الثاني من 2013 مقارنة مع 2.1 بالمائة في الفترة من يناير كانون الثاني إلى مارس آذار. وقال الهذال «الوضع الاقتصادي إيجابي جدًا لكن المسألة سياسية أكثر منها اقتصادية».