أكد خبراء ماليون عن وجود تذبذب واضح بأسعار صرف العملات جراء تزايد التأكيدات لتوجيه الضربة العسكرية على سوريا حيث إن ارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية أصبح يهدد أسعار الغذاء العالمي ، وقال الخبراء خلال حديثهم ل «اليوم» إن ارتفاع صرف العملات بالمصارف تجاوز 20 بالمائة وحال تنفيذ قوات التحالف الضربة العسكرية واتساع نطاق الضربة وقيام بعض الدول بالرد مباشرة الأمر الذي يشكل تهديداً على أمن الخليج والدول المنتجة للنفط مما يرفع الأسعار إلى مستويات مرتفعة ، وأوضح عضو لجنة الأوراق المالية بغرفة جدة المهندس فيصل القحطاني عن انخفاض صرف سعر الليرة السورية لاكثر من 60 بالمائة سيكون صرفها وحال تنفيذ قوات التحالف الضربة العسكرية بصرف 400 ليرة مقابل الدولار الأمريكي وهناك احتمالية كبيرة من انخفاض سعر الدولار ب 10 بالمائة خاصة بعد اتساع نطاق الضربة وتهديد الدول المنتجة للنفط حيث سيتذبذب الدولار أمام اليورو. وبين القحطاني ان هناك مضاربين بأسواق العملات اصبحوا يستغلون عمليات التذبذب التي تشهدها سوق العملة وتحقيق ارباح من خلال المضاربة على تذبذبات الأسعار التي يمكن أن تتغير مشيرا إلى أن أسعار النفط بلغت ذروتها عند مستويات 117 دولارا عندما كانت الضربة حتمية وهي واضحة المعالم مما زاد مخاوف المراقبين في الأسواق إلى أن طالت التأثيرات العقود الآجلة إلا أنها ما لبثت أن تلاشت تلك التأثيرات المباشرة. من جهته قال الخبير الاقتصادي عبدالرحمن الصنيع إن أسعار السلع بما فيها الذهب والأصول الأخرى تتأثر حال وجود حالة عدم استقرار سياسي، وتصل ذروتها إلى أن تتضح معالم الضربة العسكرية التي ستنفذ على سوريا، مبينا بالوقت نفسه بان ملامح العمل العسكري في سوريا أصبحت واضحة المعالم وقد تعطي خلال الأيام المقبلة نوعا من الاطمئنان للمتعاملين في أسواق المال والنفط. وأشار الصنيع الى أن التذبذب بأسعار سوق العملات الاجنبية وتأثرها سيؤدي بلا شك الى تقلبات واضحة المعالم على اسعار المواد الغذائية، حيث إن ما حدث من تقلب في الاسعار بين عامي 2006 2008م وفي ذروة ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميًّا لم تتأثر دول الاتحاد الأوروبي سلبيًّا بدرجة التأثر نفسه الذي عانته بقية دول العالم كان نتاجا لارتفاع سعر صرف اليورو مقابل الدولار ، وتابع حديثه الدكتور الصنيع بان أسعار المواد الغذائية مقيمة بالدولار وعند تذبذب سعر صرف الدولار مقابل العملات نجد أن أسعار المواد الغذائية تتحرك في اتجاه حركة سعر صرف عملات الدول المختلفة نفسها مقابل الدولار. وكان خبراء النفط ومحللون سياسيون أكدوا في وقت سابق على وجود مؤشرات قوية لارتفاعات جديدة لأسعار النفط الخام والتي ستتجاوز أكثر من 130 دولارا للبرميل خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد أن أدت تداعيات الضربة العسكرية الأمريكية الموجهة للنظام السوري إلى تراجعات حادة بأسواق المال العالمية وأن الدول العالمية التي تعتمد على النفط الخام اتخذت احتياطات لشراء النفط الخام الأمر الذي أدى إلى رفع الطلب بشكل عال تحسباً لأي توقف بإمدادات النفط إليها وعدم تأثر اقتصادياتها جراء أحداث وتداعيات الشرق الأوسط.