أكد الدولي السابق نجم هجوم الوحدة فؤاد الخطيب استعداده للعودة لخدمة الكيان الوحداوي بالمشورة مشترطا على القائمين على إدارة النادي عند الحاجة دعوته إلى ذلك، وذكر الخطيب خلال الجزء الثاني من حواره للميدان أمورا عديدة في مشواره الكروي واليكم تفاصيل حديثه: عرفنا انك من أبناء حي (الهجلة) ويتميز ذلك الحي بالأزقة والشوارع الضيقة في ذلك الوقت، فأين كنتم تمارسون أنت وأقرانك كرة القدم في ظل انعدام الساحات الواسعة؟ كنا نلعب كرة القدم في زقاق (الطواحين) أحد أشهر أزقة مكة وهو زقاق ضيق جدا لكنه كان يحتوينا لنجد فيه مكانا ملائما للعب الكرة، وكنا نقيم المباريات في حوش يطلق عليه آنذاك (حوش غنيم) يقع في وسط منازلنا، نقسم أبناء الحي إلى مجموعات وتسمى كل مجموعة نفسها بالأندية الأشهر في ذلك الوقت الوحدة والاتحاد، وكذلك كان اللاعبون يتسمون بأسماء نجوم تلك الحقبه كعبدالله غراب ومن في جيله، وكانت الاحياء التي تعد من المنطقة المركزية الآن في مكةالمكرمة وأصبحت ساحات تابعة للمسجد الحرام تحتوي على ملاعب لكرة القدم كحي المسلفة، وكدي «وحوض البقر» العزيزية حاليا وأكثر نجوم كرة القدم في مكة كانوا ممارسين لها في تلك الملاعب، وكان كل حي من احياء مكة يشتهر بنجم أو أكثر. لكن المنافسة قديما كانت تعتمد على قوة نجوم أي فريق ومكانة الدوري في الاحياء، فأين كانت تقام أفضل منافسات الاحياء في ذلك الوقت؟ أقوى منافسات الاحياء كانت تقام بمكة سنويا في شهر رمضان المبارك في حوش (السجيني) الواقع في شارع منصور، وهذا الدوري القوي جدا جمع أندية الاحياء في مكة التي حرصت على المشاركة فيه لتحقق كأس الدوري، والنجم الذي لم يتمكن من اللعب في دوري حوش السجيني لا تكتمل شهرته ولا يعرف جيدا في المجتمع المكاوي، وأنا والحمد الله تمكنت مع فريقي من تحقيق كأس دوري السجيني وكانت مكة على بكرة أبيها تتابع المنافسة. علمنا أن فؤاد الخطيب ابن ال15 عاما كان نجما لامعا منذ بدايته، متى تم اختيارك لتمثيل الفريق الاول في النادي؟ وهل كنت تشارك اساسيا منذ البداية في ظل وجود كوكبة من النجوم في ذلك الوقت؟ تمثيل النادي في السابق يتوقف على براعة النجم ومستواه الفني وحاجة الفريق أيضا ونحن في نادي الوحدة كنا نعاني كثيرا ونصبر طويلا حتى تاتينا الفرصة للنجومية، وقد تجولت بين كل مدن المملكة مع الفريق احتياطيا قبل أن تسنح الفرصة للمشاركة، وكنت اسعد عندما يتم اختياري ضمن تشكيلة المباراة، و لم تكن مقاعد الاحتياط محبطة بالنسبة لي، وكنت عندما ارتدي قميص الفريق احتياطيا أشعر وكأني شاركت وحققت نجومية اللقاء، لاني كنت ارتدي القميص احتياطا لمن؟ كنت ارتدي القميص احتياطا لنجوم نتمنى مشاهدتهم والسلام عليهم في ذلك الوقت، لعبت بجوار سعيد لبان- عليه رحمة الله- وكريم المسفر جميل فرج، وابو زيد، لعبت مع كبار نجوم تلك الحقبة، كان الجلوس احتياطا نجومية في نظر المتابعين ولدى النجم أيضا، ودارت الدوائر وانقلبت الأمور فاصبحت اساسيا وسعيد لبان على سبيل المثال كان احتياطيا. واين لاعبو الوحدة اليوم من هذه القيمة الفنية لدى النجوم السابقين؟ ياالله- قالها بحرقة ثم تنهد- وقال نجوم الوحدة الآن أهدروا سمعة الكيان، بل ان القائمين على شأن النادي يلامون فيما وصل إليه حال النادي الذي يعد أحد أعرق أندية المملكة وأقدمها، تخيل أن من يستغني عنه ناديه أو يتركه لعدم جدواه الفنية يجد ملاذا آمنا في نادي الوحدة؟! بل ويلعب اساسيا، ناد هذا نهجه كيف له أن يبني فريقا قويا أو ينافس على تحقيق بطولة، «انا» لم العب مع الفريق اساسيا الا بعد صبر طويل من قيمة النجوم المتواجدين في صفوف الفريق، وهناك مثل مكاوي ينطبق على حالهم اليوم (اذا تنافست الخيل يابخت الركيبة). هل تتذكر أول وأصعب مباراة لعبتها في مشوارك مع نادي الوحدة؟ أتذكر جيدا، وهذا أمر لا ينسى أبدا طالما حييت، لعبت امام فريق يطلق عليه «الهلال البحري» الذي يعد من أفضل الأندية في ذلك الوقت، كان الجميع يعيش حالة رعب عندما ينازل (الهلال البحري)، وهو فريق من جدة كان يملك حارس مرمى لن يتكرر هو (عمر بخاري)، وقد حدث احتكاك بينه وبين زميلي كريم المسفر فنقل على اثرها إلى المستشفى وتنوم لمدة يومين، وكانت أول مباراة رسمية أمثل فيها النادي أمام هذا الفريق المرعب، وحينما شاركت نزلت الملعب وأنا في غاية الرعب، لكن الحمد الله قدمت مباراة كبيرة كسبنا بنتيجة كبير بلغت 3/1 سجلت فيها هدفين وكانت تلك المباراة نقلة فنية بالنسبة لي وأكسبتني ثقة كبيرة اعتمدت عليها في مشوار في كرة القدم، وقد تحدث الإعلام في اليوم التالي كثيرا عن هذه المباراة وعن نجومية فؤاد الخطيب، وأتذكر جل عناوين الصفحات الرياضية وقد أطلق علي وقتها اللاعب (الجديد) وتوقعوا في تحليلاتهم أن يكون لفؤاد مستقبل زاهر في عالم كرة القدم. ولكن نجوميتك في تلك الفترة لم تقدك إلى التفكير للانتقال إلى ناد آخر، فهل كان هناك عروض تلقيتها من أندية أخرى آنذاك؟ لا أنا بدأت في نادي الوحدة وأنهيت مشواري معهم رغم أن النفس كانت تراودني للانتقال لناد آخر، خصوصا عندما ذهبت للرياض للدراسة في معهد التربية الرياضية، حينها طلبي قوبل من قبل الإدارة بالرفض القاطع رغم أن زميلي سعود حريري قد سمح له لنفس الظرف وانتقل للعب في النصر، وأتذكر عندما حضرت إلى النادي والتقيت برئيس النادي الأستاذ عبدالله عريف- عليه رحمة الله- وطلبت منه التنسيق لأتمكن من اللعب لأحد أندية الرياض فرد علي بإشارة إلى الاعلى وقال لي بالحرف الواحد «نجوم السماء أقرب لك من التنسيق»، كما تلقيت من أحد أندية الدرجة الثالثة عرضا بمبلغ عشر آلاف ريال وكان بعض الزملاء قد سبقونا إلى ذلك النادي لكني رفضت العرض لكوني العب مع فريق كبير وعريق وبعد مشوار طويل انهي حياتي في فريق اقل وكان ذلك في نفس عام التوقف عن عالم كرة القدم عام 1401ه، الحمد الله لو بقي لدي شيء أو رغبت في المجال الرياضي لخدمت نادي الوحدة. وقد كانت وجتهي في ذلك الوقت الى نادي الهلال وقد التقيت بالأمير هذلول بن عبدالله، عليه رحمة الله، واهداني مبلغ الفي ريال تمهيدا لكسب خدماتي في الوقت الذي كانت مكافأتي في الوحدة 150 ريالا فقط. وصلنا للنهاية بماذا تختتم حديثك؟ بكلمة شكرا لك أولا ولجريدتك التى اعادت ذكرياتنا وأطلعت شباب اليوم على صولاتنا وجولاتنا ثانيا، وإلى كافة نجوم الماضي الذين اثروا الساحة الكروية في بلادنا. السيرة الذاتية الاسم: فؤاد صدقة الخطيب. أب لخمسة، أربعة من البنات وولد واحد (بندر). موظف متقاعد عملت في قوات الدفاع الجوي- الاتصالات لمدة 30 سنة. اعيش الآن مع زوجتي وأبنائي وأحفادي والتزم البيت كثيرا (بيتوتي). بدأت الكرة عام 1388ه وتوقفت عام 1401ه.