يعتبر نجم المنتخب السعودي وفريق الوحدة السابق حامد أحمد عبدالله سبحي، من الأسماء التي حققت النجومية في سماء الكرة السعودية من خلال مشواره الطويل الذي امتد إلى 13 عاما، مثل خلالها المنتخب الوطني وفريقه الوحدة، حيث بدأ حياته الرياضية في نادي الشباب في المسفلة ثم التحق رسميا بنادي الوحدة بمكةالمكرمة عام 1387ه وعرف طوال حياته الرياضية بدماثة خلقه وعشقه للعبة كرة القدم وحرصه على مزاولتها ليل نهار حتى أصبح نجما لا يشق له غبار في عصر الولاء والعطاء والوفاء لشعار الوطن وبذل المستحيل من أجل خدمة فانيلة المنتخب الوطني، في ذلك العهد الذي كان فيه شرف تمثيل الوطن أغلى وسام يتقلده اللاعب السعودي قبل أن تصبح المادة المحرك الحقيقي لأداء اللاعب في هذا العصر. من هنا قررنا تخصيص صفحة نجم وتاريخ تحكي عن نجوم أيام زمان وبدأنا بالنجم الكبير حامد سبحي نجم الوحدة والمنتخب السعودي لنسلط عليه الضوء من خلال هذه الأسئلة ومن خلال إرشيفه الخاص الذي أسعدنا بأجمل الصور التي تحكي أجمل لحظات مشواره الرياضي:
• كم عدد المباريات التي خضتها؟ في السابق لم يكن هناك إحصائيات في الأندية تحفظ مسيرة اللاعب في الماضي ما جعل اللاعبين لا يحصون عدد المباريات بالشكل الدقيق، لكن المباريات التي لعبتها لا تقل عن 300 مباراة في النادي والمنتخب، فضلا عن المباريات الودية. • وكم عدد الأهداف التي سجلتها؟ أنا لاعب مهاري صانع ألعاب كان دوري تهيئة الكرات للمهاجمين لتسجيل الأهداف، لكن سجلت أهدافا كثيرة قد تصل إلى مائة هدف لصالح المنتخب وفريقي الوحدة.
• مند متى وأنت تلعب كرة القدم؟ خدمت منتخباتنا الوطنية في جميع الدرجات وفرق الوحدة السنية والفريق الأول لمدة 13 عاما ثلاث سنوات منها في الناشئين والشباب وعشر سنوات في المنتخب الأول وفريق الوحدة الأول، حيث بدأت المشاركة الرسمية منذ عام 1398ه واخترت ضمن لاعبي المنتخب الوطني الأول وشاركت في العديد من المباريات وتوقفت عن المسيرة في خدمة الوطن بسبب الإصابة.
• متى لعبت أولى مبارياتك؟ أول مباراة لعبتها كانت أمام فريق العلمين بمكةالمكرمة ضمن دوري الناشئين، وعندما صعدت إلى درجة الشباب لعبت أمام فريق الكفاح من مكةالمكرمة، وأول مباراة لعبتها للفريق الوحداوي الأول كانت أمام فريق خورستان الإيراني في عام 1389ه في جدة، وفي المنتخب الوطني لعبت أول مباراة في المنتخب الناشئين أمام سانتوس البرازيلي، وفي المنتخب الأول أمام المنتخب العراقي.
• ما رأيك في مستوى كرة القدم السعودية واللاعبين في الماضي؟ تتميز كرة القدم في الماضي بالمهارات الفنية العالية التي يتقنها نجوم أيام زمان والتي اختفى منها الكثير حاليا، وأيضا المهارات الفردية التي تمتع الجماهير وتصنع الفارق للفريق، كما تمتاز الكرة أيام زمان بكثرة المواهب وكل ناد صغيرا كان أم كبيرا لديه لاعبين أو أكثر في كل خانة يتمتعون بالمستوى الفني الرائع، وتزدان المباريات بالأهداف الجميلة التي تحرز بحرافة عالية بالرغم من الملاعب غير المجهزة لإظهار اللاعبين مواهبهم وإمكاناتهم، لكن الخطط لم تكن موجودة بالشكل المرسوم كما هو حاصل في هذا العصر، وما جعل الكرة السعودية لا تواكب مثيلاتها في الدول المجاورة هو قلة الاحتكاك بالمنتخبات والأندية الخارجية وقلة الدورات التي تساهم في صقل موهبة اللاعب.
• وماذا عن حاضر اللعبة؟ كرة القدم في الحاضر تميزت باللعب الجماعي والخطط المرسومة الجيدة ولكن أكثر اللاعبين يعانون من ضعف في مهاراتهم الأساسية بالرغم من كثرة التمارين والمشاركات في كل أسبوع وكثرة المعسكرات وفترات الإعداد، إلا أن هناك لاعبين مميزين وهم قلة وهؤلاء لا يستطيعون تغيير نتائج أنديتهم أو منتخباتهم ويتميزون باللياقة العالية وسرعة انتقال الكرة وتغيير المراكز وهذه تختلف من ناد إلى آخر، وفي هذا العصر تتوفر الإمكانات المادية والعينية للاعبين وتوفير سبل الراحة في المعسكرات مع توفر ملاعب زراعية مناسبة لتكييف اللاعبين نفسيا مع الكرة، لكن التكوين الجسماني لأكثر اللاعبين المحترفين ضعيف وهذا ما يزيد من عدد الإصابات في الملاعب.
• ما أبرز الموقف الطريفة التي واجهتك؟ في معسكر المنتخب الوطني الأول بزيورخ في ألمانيا، إذ حان وقت تناول وجبة الغداء وكنت حينها أقوم بشراء صور من بائع متجول وإذا بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) يناديني للغداء وسمعني وأنا أقول للبائع «كم أفتر ليومنق» فقال لي: أمشي يا حامد حتى في الإنجليزي مكاوي.
• وموقف آخر ؟ في معسكر المنتخب الوطني الأول استقيظت مبكرا للذهاب إلى جامعة أم القرى بمكةالمكرمة للدراسة ثم العودة ظهرا إلى المعسكر في جدة وكنت لا أقتني ساعة، بل أعتمد على ديك الجيران الذي كان يصيح (يؤذن) كل يوم في موعده المحدد مع أذان الفجر فأعرف أنه حان وقت الصلاة، وفي أحد الأيام صاح الديك مبكرا جدا أظنه الأذان الأول (أي قبل موعد الصلاة بساعة كاملة) فتوضأت وصليت الفجر وتوجهت إلى سائق الحافلة وكان اسمه «العم شليويح» الذي أوصلني إلى الموقف وركبت سيارة أجرة ووصلت إلى الجامعة، لكنني تفاجأت بأن جامعة أم القرى مغلقة فذهلت وندمت على أنني لم أسأل أحدا عن الوقت وذلك لكوني واثقا من دقة مواقيت حضرة الديك فظننت أن هناك إجازة فعدت إلى جدة وعند وصولي إلى إحدى المحطات سمعت أحد الركاب يقول للآخر: يتبقى ساعة ونصف على بداية الدوام، فسألته كم الساعة فقال لي: الساعة السادسة والنصف فعرفت حينها أن جناب الديك نام مبكرا واستيقظ مبكرا على غير العادة وعدت إلى معسكر المنتخب وقررت بعدها ألا أصدق أي ديك أبدا.