وجه نجم المنتخب السعودي ونادي الوحدة سابقا اللاعب فؤاد الخطيب نداء إلى محبي فريق الوحدة للعمل على إنقاذ الكيان الوحداوي من وحل التخبط وتقلبات الزمان «حسب تعبيره»، مؤكدا أن ما يحدث لفريق الفرسان الآن يعد ضياعا لتاريخ ناصع أسهم في بنائه جيل من نجوم الزمن الجميل تعاقبوا على فريقهم الكروي بجميع درجاته وفئاته ، معبرا عن حزنه الشديد لقرار عدم زيادة أندية دوري عبداللطيف جميل الموسم القادم ، جاء ذلك في ثنايا حديثه للميدان ، وقد تبحرنا في ذاكرة الخطيب في حديث مطول أعاد خلاله ذكرياته في ملاعب كرة القدم ، واليوم نقدم لكم الجزء الاول منه واليكم تفاصيله .. أولا دعنا نعرف القارىء الكريم من هو فؤاد الخطيب ؟ - فؤاد صدقة الخطيب لاعب كرة قدم سابق وانسان (بيتوتي) حاليا ، يعني (ملازم المنزل) وفي خدمة الأبناء والأحفاد. ومتى بدأت ممارسة المستديرة وهل هناك شخص خلف تسجيلك في كشوفات الوحدة ، وما قيمة الصفقة ؟ - بدأت ممارسة كرة القدم في وقت مبكر جدا من المرحلة الابتدائية ولموهبتي اخترت قائدا لفريق المدرسة في الصف الخامس الابتدائي في مدارس الملك فيصل الابتدائية ، واستمر الحال في المرحلة المتوسطة أيضا وكنت قائدا لمنتخب مدرسة الزاهر المتوسطة تلك المدرسة المتفوقة رياضيا في مكةالمكرمة ، وكان أخي غير الشقيق حسين شنواز ولي أمري وهو من رباني بعد أن فقدت والدي وانا في عمر السنتين فحظيت بمتابعة دقيقة منه ومن شدة حرصه كان لا يسمح لي بتاتا بممارسة الكرة إلا في محيط منزلنا وفي فترة محددة تبدأ من بعد صلاة العصر والعودة قبل صلاة المغرب ، وعندما بلغت الخامسة عشرة سجلني في نادي الوحدة ، وكنا عامها نصطاف في مدينة الطائف فسافرنا إلى مكة وسجلني في كشوفات النادي وعدنا ، وبعد نهاية فترة الصيف بدأت التدريب في النادي كان ذلك تحديدا في العام 1387ه، ، أما بالنسبة لقيمة الصفقة فهي عبارة عن «ابتسامة» تلقيناها أنا وأخي من المسئولين ومن رئيس النادي الأستاذ عبدالله عريف وعبارة «شد حيلك الله يوفقك» وكانت كالبلسم على قلبي. وكيف كانت الأمور بعد بزوغ نجمك بالتأكيد هناك هدايا ومكافآت بحجم العطاء داخل المستطيل الأخضر أليس كذلك ؟ - لم اتلق في حياتي كلاعب من النادي مكافأة وعطاءات كما تتوقع ، يا اخي الكريم كسبنا فريق الأهلي الذي يضم في صفوفه في تلك المباراة تسعة من نجوم المنتخب السعودي وعلى رأسهم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم احمد عيد ، «وأنا» سجلت الهدف الوحيد ، لم اتلق سوى مائة وخمسين ريالا وسعدت بها كثيرا وحتى المكافأة المتواضعة لم تصرف للجميع بل لبعض النجوم ، لكن الجماهير الوحداوية كانت صاحبة أياد بيضاء علينا فنتلقى منهم هدايا عينية كل يقدمها لنجمه المفضل ، وكنا عندما نذهب إلى «سوق المدعي» للتسوق كان أصحاب المحلات التجارية يعاملوننا معاملة حسنه بتقديم بعض مشترواتنا مجانا ، فمحبة جماهير الوحدة أكبر عطاءاتنا ومؤازرتهم زادنا ووقودنا ، يا اخي كان رئيس النادي عبدالله عريف وهو امين العاصمة المقدسة يذهب معنا إلى المباريات ويتناول معنا الطعام وهو الرئيس الذهبي ولن يتكرر. عفريت الوحدة وسوبر ستار ألقابي ونجم الهجوم أفضلها،،، هدف التغيير يعد الأجمل عندي .. وأسعد عندما ينام سكان مكة فرحين عرفنا الفترة المحددة لك في ممارسة الكرة والمحيط المسموح لك لكن أين تم اكتشاف فؤاد كنجم موهوب ؟ - بالتأكيد في الاحياء ، لان تلك الاحياء كانت تعج بالدوريات ، أضف إلى ذلك منافسات دوري المدارس ولجميع المراحل طوال العام الدراسي ، وفي تلك الفترة لم يخل حي في مكةالمكرمة من الملاعب الترابية ومن تلك الملاعب التي كانت في الاحياء ومن منافسات المدارس تم اكتشافي كنجم موهوب يمكن أن يصبح لاعبا ، وأنا افتخر وأتشرف أنني من سكان الهجلة ذلك الحي القريب من المسجد الحرام . كيف كانت المواكبة الإعلامية في تلك الفترة هل كانت بقدر نجوميتكم داخل المستطيل الأخضر ؟ - المواكبة الإعلامية في تلك الحقبة لا يوجد اعلام بمعناه المعروف وحتى الإعلام كان عبارة عن صفحة واحدة أخيرة ضمن صحيفة يومية تصدر بإمكانات متواضعة جدا وبالنسبة لفريقنا كان يأخذ حيزا من الاهتمام في الصفحة الرياضية الوحيدة في جريدة الندوة ، على خلاف ما نراه الآن فكرة القدم الآن الإعلام تسبب في اخراجها من المستطيل الأخضر إلى خارجه وأنزل الجماهير من المدرجات إلى ارض الملعب وخلط الحابل بالنابل عموما الإعلام في زماننا كان يعطي اهتماما اقل مما يبذل من جهد داخل الملعب ولا توجد مقارنة بين اعلام زمان وإعلام اليوم ، لكنه كان إعلاما محايدا يقدم المفيدة لمتابعيه لكن الآن هناك صحف متخصصة وقنوات إذاعية وتلفزيونية متخصصة ومجلات. وكيف كان تعاملك أنت كنجم من الإعلام ورجاله ، وما انطباعك تجاه الإعلام والإعلاميين ؟ - الحمد لله أنا كلاعب كرة قدم أخذت حقي كاملا من الإعلام لما وجدته من تسليط ضوء ومواكبة لما كنت أقدم داخل الملعب وكانت الألقاب تمنح لي بالكم ، وأما بالنسبة لانطباعي عن الإعلام وأهله هو انطباع احسبه جيدا في الماضي لكن الآن لا يوجد اعلام محايد يقدم المادة المفيدة. على ذكر الألقاب تعودنا منذ الأزل أن يطلق الإعلام على نجوم الكرة ألقابا عديدة ومختلفة وأنت كنجم ما الألقاب التي أطلقت عليك في تلك الفترة وما أفضلها إلى نفسك ؟ - الالقاب كما أسلفت كثيرة وعديدة وتختلف من صحيفة لأخرى ومن اعلام لآخر وفي كل لقاء يتفنن الإعلاميون في إطلاق الالقاب , وأنا كلاعب أطلق علي العديد منها فهناك من أطلق علي نجم هجوم الوحدة ، وآخر قال عفريت الوحدة ، وعفريت الهجوم الوحداوي ، وآخر لقبني سوبر ستار الوحدة ، لكن يظل لقب «نجم هجوم الوحدة» الأطيب إلى نفسي وافتخر به كثيرا . لو سألتك عن أفضل هدف سجلته في مشوارك الكروي ماذا تقول ؟ - المهاجمون يتفاخرون بالأهداف الجميلة في حياتهم ، لكن بالنسبة لاهدافي الجميلة كثيرة لان تصنيفي للهدف الجميل بأن يكون مغيرا لنتيجة المباراة وأن أسجل هدفا يتسبب في مبيت أهل مكة فرحين ، لذلك أي هدف أسجله يغير في نتيجة المباراة للأفضل ويتسبب في إدخال السرور في نفوس الجماهير الوحداوية هو هدف جميل عندي ، وعلى سبيل المثال في لقاء الوحدة والهلال في مكة كنا متأخرين عن الهلال بنتيجة هدف دون مقابل حتى قبل نهاية المباراة وفي الرمق الأخير استطعت تسجيل هدف التعادل ومثل هذه الأهداف تظل في ذاكرتي جميلة. وماذا أعطتك الشهرة خلال المشوار الطويل في خدمة الكيان الوحداوي؟ - اكسبتني حب الجماهير الوحداوية ،، دعني أروي لك قصة أبكتني عندما التقينا اجتمعنا في مناسبة زواج ابن احد الزملاء فالتقينا قدامى الوحدة جميعا ، وبعد تناول وجبة العشاء التقينا بالعميد خالد نوح فسألني احد الزملاء عنه فأجبت بأنني لا اعرف هذا الشخص وعندما ذكرني به احد الزملاء اقترب مني وقال بنبرة اعجاب «يا الله كم افرحتمونا نحن سكان مكة كثيرا» فأثر علي هذا الحديث كثيرا وذكرني بالماضي الجميل ، وهذا ما كسبته من الشهرة ومشوار الكرة ، وكنت اسعد كثيرا عندما تنام مكة سعيدة .