كثر الشعراء وضاع الشعر في زمن الاعلام المنفتح والذي طمس موازين الشعر الحقيقي وقدم الشعر الهش، وغاب الناقد الواعي واصبح النقد تصفية حسابات شخصية فقط. وكان لدخول المال لهذا الموروث اثر كبير في اختفاء الابداع فيه بل ان المال جعل أغلبية الشعراء يتجهون للاستعطاء من خلال نصوص المديح الزائف مما جعل الغاية تبرر الوسيلة وخير شاهد لذلك عدم حفظ عشاق الشعر لأى قصائد من الشعراء المشهورين بالساحة حاليا، بينما تناقل الركبان اغلب نصوص الشعراء المبدعين بالعصر الماضي والتى كتبت بزمن لا اعلام فيه. سؤال يطرح نفسه هل قصائد الشعراء المعاصرين سوف تنتقل إلى الاجيال القادمة او انها رغم الخدمة الاعلامية لها سوف تموت بموت شاعرها؟! كما أسلفت المال والاعلام هما اكبر العوامل التي ساهمت بفساد الشعر والذائقة ولا يمكن للشعر الحقيقي ان يعود الا من خلال منبر يخرج لإنصاف الشعر لذاته ولإنصاف الشعراء المبدعين الذين تجاهلهم الاعلام وأصبحوا يتمنعون عن الاعلام بسبب ما حل به من المجاملات ومن تطبيق سياسة شد لى وأقطع لك. إذا كنت من المتابعين للساحة الشعرية فلا تتعجب لو رأيت مدير قناة شعرية لا يفقه في الشعر بتاتا ومع ذلك تجده صاحب قرار في عالم الشعر. قبل ما يقارب السنوات العشر الماضية اختفت مواهبهم وتم تغيبهم بشكل كامل ولا اعلم لماذا هل هو موت من يكتب لهم او لانتهاء العمر الافتراضي لموضة الشعر اعرف الكثير من مبدعي الشعر الذين أصبحوا ينفون أنهم شعراء والسبب بلد المليون شاعر مزيف! فإذا كنت من المتابعين للساحة الشعرية فلا تتعجب لو رأيت مدير قناة شعرية لا يفقه في الشعر بتاتا ومع ذلك تجده صاحب قرار في عالم الشعر، ولا تستغرب لو رأيت شاعرة من جنسية عربية ذات طلة بهية وجمال أخاذ وتكتب الشعر الخليجي بمنتهى الروعة، ولا تستغرب لو رأيت شاعرا شعبيا يقدم برامج فهلوة واستهبال وحركات نص كم، فهو لولا هذه الحركات ما برز في ساحة الشعر. نحن بزمن الشعر الهش يعيش أما الشعر الجزل انتهى بعصر بديوي الوقداني ومحمد السديري رحمهما الله وغيرهما من المبدعين الذين حفظ التاريخ أسماءهم.