المتابع لدور التوعية و التثقيف البيئي في المجتمع السعودي يلاحظ تفاعلا وواقعا عمليا يصعب فهمه و تقبله في عرف السياسات و الخطط الاستراتيجية البيئية المحلية المعلنة أو عند محاولة ربطها بالعهود و الاتفاقيات و المواثيق الدولية المتزامنة مع الانضمام إلى ركب دول منظمة التجارة العالمية وتطلع الدولة لتوفير حق المواطن في التمتع ببيئة صحية بعيدة عن الملوثات و المخاطر . بعض المنظومات الحكومية و الخاصة ذات العلاقة بتوفير البيئة الصحية الآمنة للفرد و المجتمع والتي تنادي بضرورة تفاعل و مشاركة جميع شرائح المجتمع , من خلال التركيز في نشاطها فقط على عقد المؤتمرات و الندوات وورش العمل التي ظلت تراوح مكانها منذ زمن طويل ؟ معالجه القصور في نقص الثقافة و الوعي البيئي عند شريحة الأطفال و شريحة الشباب , من خلال العمل على ادراج مادة علمية يتم تدريسها نظريا و تطبيق و فهم معطياتها ميدانيا بسبب نجاحها في تسجيل انجاز عملي للمنظومة الادارية نفسها , و فشلت في تنفيذ الخطوات و الاجراءات التوعوية العلمية المواكبة للحدث من جهة , و تخلفت عن مواكبة التطلع العام و الرسمي من جهة أخرى , و يعود الفضل في هذا الى وجود بعض المنظرين في هذه الادارات من رواد المدرسة الادارية « البيروقراطية « التي تفضل اغلاق العقول قبل الأبواب عن تفعيل التوجهات العلمية المطلوبة في هذا الخصوص أو تبني و تشجيع المساهمات و المشاركات الجادة و محاربتها في بعض الأحيان خارج حدود هذه المنظومات بالطرق و الوسائل الادارية المتبعة قديما , لا يمكن لنا أن نتجاهل الدور التنفيذي المفترض للنهوض بهذا المفهوم وتفعيل الرقابة الادارية عليه و الذي يتلخص في :معالجة القصور في نقص الثقافة و الوعي البيئي عند شريحة الأطفال و شريحة الشباب , من خلال العمل على ادراج مادة علمية يتم تدريسها نظريا و تطبيق و فهم معطياتها ميدانيا في مختلف المراحل الدراسية , وكذلك التأكد من جاهزية و قدرة منسوبي و موظفي المصانع و الشركات الصناعية في تبني دورها التوعوي داخل المنظومة بالاضافة الى التعامل العلمي و العملي مع المقاييس و المعايير البيئية المطلوبة و تطبيق أنظمة الجودة النوعية الدولية وكذلك تنفيذ الدراسات البيئية المطلوبة من المنظومات الصناعية. كما لا يمكن لنا أيضا أن نتناول أولويات المشاكل البيئية الموجودة في مجتمعنا قبل تأسيس و تهيئة البنية التحتية العملية المناسبة و المتمثلة أولا في ( تفعيل مفهوم الثقافة البيئية ) و ثانيا في ( التدريب على رأس العمل أو الدراسة ) لجميع شرائح المجتمع كخطوة يمكن بعدها بناء و رسم الحلول و الخطط الاستراتيجية المتدرجة للمشاكل و المخاطر البيئية و الصحية . باحث وناشط في البيئة والصحة البيئية