البيئة التربوية العلمية الآمنة « هي البيئة الأكثر فعالية في قيادة التنمية التعليمية من خلال رؤية إستراتيجية وعلمية متكاملة تجمع ما بين المناهج التعليمية التربوية و البيئة المادية المحيطة بالطالب و الكادر التعليمي بالإضافة إلى البيئة النفسية والسلوكية وأيضا البيئة الصحية. « وحتى يمكن لنا تفعيل وتهيئة المناخ العلمي والعملي المطلوب لشريحة هامة و غالية في مجتمعنا وهي شريحة الأطفال والشباب , والتي يعول عليها بعد المولى عز وجل في عملية البناء والتنمية المستدامة في المجتمع من خلال التوازن والدمج ما بين « البيئة المادية « و « البيئة الصحية « في قطاع التربية والتعليم من خلال هذا الطرح الذي يتناول التصور العملي المقترح للخطط الإستراتيجية و التنموية قي قطاع التربية والتعليم . إن تفعيل مفهوم وتطبيقات الصحة البيئية المادية المدرسية يساهم في تلافي بعض المخاطر والسلبيات المتنوعة مثل ( تكرر غياب الطالب عن التحصيل العلمي , إعاقة النمو البدني والعقلي , إرتفاع نسبة وتنوع الأمراض والأعراض الصحية والمعدية ) و كذلك يساهم في مجتمع صحي آمن و نظيف و طموح من خلال توافر بعض المعطيات والعناصر الأساسية والمتمثلة في : التهوية والإضاءة الكافية في المدارس والفصول , الجاهزية الصحية والوقائية للمقصف المدرسي والعاملين , سلامة موارد وعينات مياه الشرب , جاهزية دورات المياه في المدارس من ناحية العدد و النظافة وأحواض الغسيل و التهوية ومواد التنظيف , شبكة تصريف صحي متكاملة للفضلات الصلبة والسائلة , مكافحة الحشرات والزواحف بالطرق العلمية , تجهيز الخدمات الطبية المدرسية للطلبة والكادر التعليمي مع الفحوصات الدورية . إن تفعيل مفهوم وتطبيقات الصحة البيئية المادية المدرسية يساهم في تلافي بعض المخاطر والسلبيات المتنوعة تعتبر المدارس « بيئة حاضنة « يسهل فيها ظهور وانتقال الأمراض والعدوى منها , خصوصا في مرحلة الطفولة , حيث يلاحظ انتشار بعض الأمراض مثل ( الحصبة , السعال الديكي , النكاف , الجدري الكاذب , الرمد , الأنفلونزا .. وغيرها ). كما أن الرقابة والمتابعة المشتركة والتنسيق بين المنزل والمدرسة لطبيعة الأعراض الصحية والنفسية عامل هام ومساعد في هذا الخصوص , وللتثقيف والتوعية بمفهوم وتطبيقات البيئة المادية والصحية للطلبة والكادر التعليمي والإداري و كذلك أولياء الأمور يساهم في توافر التناغم مع التخطيط و التنمية لجميع شرائح المجتمع بهدف رفع مستوى وكفاءة التحصيل العلمي وتهيئة المناخ البيئي والصحي الآمن . ولا يمكن كذلك تجاهل الدور القيادي للنخبة الاستشارية العاملة في مجال التربية والتعليم بالعمل على توطين وتفعيل ودمج مفهوم وثقافة البيئة المادية والصحية في السياسات التربوية والتعليمية المستقبلية .