عقدت جولة جديدة من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية أمس في القدس وسط حالة من السرية والتكتم، ولم يصدر عن هذه الجولة أي بيان لوسائل الاعلام عدى عن الاتفاق على عقد جولة جديدة خلال الايام القادمة. وبحسب ما نشر موقع «والاه» العبري أمس الاربعاء فقد عقدت هذه الجولة من المفاوضات في مدينة القدس على عكس ما سبق ونشر أنها ستعقد في الضفة الغربية. وحضر عن الجانب الاسرائيلي تسيفي ليفني مسؤولة ملف المفاوضات الاسرائيلي ورافقها المبعوث الخاص لنتنياهو المحامي اسحق مالخو، وحضر عن الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات ورافقه محمد شتيه، وحضر هذه الجولة المبعوث الأمريكي الخاص مارتين انديك. وأشار الموقع الى بقاء مكان عقد الجولة سري وكذلك طبيعة المواضيع التي تم بحثها، والتزم الطرفان بعدم اصدار أي تصريحات لوسائل الاعلام وفقًا لرغبة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي طلب بقاء المفاوضات بعيدة عن وسائل الاعلام وعدم اصدار أي تصريحات عن فحوى هذه المفاوضات حتى التوصل الى اتفاق ينهي الصراع. التقى فريقًا المفاوضات من اسرائيل والسلطة الفلسطينية أمس للمرة الثالثة منذ استئناف الاتصالات المباشرة بين الطرفين. وقد انعقد اللقاء في القدس، بحضور المبعوث الامريكي مارتين اينديك. المسائل الجوهرية وقال رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات أمس «ان الفلسطينيين يرفضون كل محاولة لصيغة اتفاق انتقالي، وأوضح بان المفاوضات ستبحث في كل المسائل الجوهرية. وأشار عريقات إلى أن تحرير الاسرى الفلسطينيين القدامى ليس مشروطًا بالتقدم في المفاوضات، كما تدعي اسرائيل. «نتنياهو لا يثق بأبو مازن ولهذا فقد طلب أن يتم التحرير على أربع دفعات وفقًا لجدول زمني واضح. وأنا أوضح بشكل لا لبس فيه أن كل ال104 سجناء سيتحررون دون صلة بالتقدم في الاتصالات». ونفى عريقات بشدة موافقة فلسطينية على البناء في الكتل الاستيطانية. وعلى حد قوله «لا يوجد شيء كهذا. في ورقة الموقف التي تبلورت مع الامريكيين هذه المسألة واضحة تمامًا، اضافة الى الموقف في أن أساس المفاوضات هو حدود 67». وأعرب عريقات عن أسفه من أن معظم السلوك الاسرائيلي في موضوع المسيرة السياسية يجري خارج غرفة المفاوضات. «كل يوم نسمع تصريحًا لوزير أو مسؤول يعلن عن المزيد فالمزيد من البناء. ويأتي هذا لإفشال المفاوضات وهم قد ينجحوا في ذلك». وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) أمس لوفد من حزب الجبهة الديمقراطية «حداش» برئاسة النائب محمد بركة ان الفلسطينيين يدخلون الى المفاوضات مع اسرائيل بجدية وانه «اذا كان صدق في الطرف الاسرائيلي فسيكون ممكنًا الوصول الى اتفاق». وقال عباس انه في جولات المفاوضات في السنوات السابقة تحقق تقدم كبير وأضاف أنه يعتقد أن من الممكن ايجاد حلول لكل المسائل الجوهرية. واقتبس بركة عن عباس قوله: «أعرف كيف أقرأ الخريطة السياسية في اسرائيل. الاتفاق سيقر بأغلبية كبيرة في هذه الكنيست، اذا اراد نتنياهو ذلك». رئيس كتلة يوجد مستقبل، النائب عوفر شيلح، قدر أمس أنه في اطار التسوية السلمية ستصبح القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية. «أنا لا أرى تسوية ممكنة لا يكون فيها بوسع الفلسطينيين أن يسموا شرقي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية». وقال شيلح ذلك في مناسبة عقدتها حركة السلام الآن في بار في تل ابيب. وتتناقض أقواله، بقدر كبير مع مبادىء المفاوضات التي نشرها يوجد مستقبل في فترة الانتخابات وتصريحات سابقة في هذا الشأن لزعيم حزبه يئير لبيد. وحسب وثيقة المبادىء في يوجد مستقبل فإن «القدس ستبقى موحدة وتحت سيادة اسرائيلية وذلك لأن القدس ليست مجرد مكان أو مدينة بل وهي أيضًا مركز الفكرة اليهودية- الاسرائيلية»على حد زعمه. معاداة السامية في المقابل زعم نائب وزير الخارجية الإسرائيلية «زئيف إلكين»، إن المطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في مناطق الضفة الغربيةوالقدسالشرقية يعتبر «معاداة للسامية»، مؤكدًا أن بناء المستوطنات لا يقف عائقًا أمام عملية السلام. وأضاف «إلكين» خلال مقابلة مع صحيفة « استادو ساو باولو» البرازيلية، التي أجرت معه لقاء خلال زيارته للبرازيل: «إن المستوطنات الإسرائيلية لا تمثل سوى 3% فقط من مساحة الضفة الغربية، ولذلك هي لا تعتبر عائقًا أمام السلام».