الفتح الظاهرة الجميلة في منافسات الموسم الماضي.. والأنشودة العذبة التي أجبرت الجميع لسماع كلماتها وألحانها وأهازيجها وفرحها وانتصاراتها.. والقضية الكبرى التي فتح عبرها ملفات عالقة تختص بالمال والفكر والإدارة..!! الفتح مهد لثقافة جديدة في المنافسات الكروية.. فالمال والثروة والإمكانيات الكبيرة ليست وحدها من يجلب البطولات والألقاب.. بل الفكر أولا والطموح ثانيا والإصرار ثالثا عوامل مهمة أيضا في تحقيق الأحلام الكبيرة..!! تلك الثقافة سيستند عليها مسئولو الأندية الطموحة بعد كسر حاجز النقص أمام الأندية الكبيرة التي تمتلك المال والجمهور والإعلام.. وسيكون الفتح نبراسا لها في تحقيق أهدافها الكبيرة..!! لقد رسخ الفتحاويون قاعدة (من جد وجد ومن زرع حصد) فالعمل المنظم يأتي بإنجازات ضخمة رغم قلة الموارد وضعف النفوذ.. ويأتي بالبطولات بدون أسلحة الإعلام والجمهور.. ويأتي بالقمة بعيدا عن حرف الواو في اللجان أو غيرها..! خارطة الطريق التي رسمها الفتح للفرق الطامحة للوصول إلى القمة.. والتربع على الصدارة.. ستجعل منافسات دوري جميل هذا العام ملتهبة.. والأهم أن القفزة التي شهدها الدوري السعودي بدخول ذوي الدخل المحدود من الأندية في صراع الألقاب والبطولات سيحفز الفرق الكبيرة منذ البداية على أخذ الحيطة والحذر.. فالمصطلح العقيم (النفس القصير) لم يثبط معنويات الفتحاويين في الموسم الماضي.. فتصدر في البداية وضحك في النهاية.!! الثقافة الجديدة لفرق الوسط في منافسات الكرة السعودية أو التي لا تدخل في خانة المسمى القديم الجديد (الأندية الكبيرة) أو (الأربعة الكبار).. ستقاتل من أجل تكريس ظاهرة الفتح.. وحتى نكون أكثر دقة في الوصف.. فإنها ستحاول بدرجة كبيرة أن تكون من ضمن الأربعة الكبار في سلم الدوري بعيدا عن لغة المسميات التاريخية..!! أعود لفارس الأحساء الفتح.. الذي يدخل هذا الموسم تحديا مع ذاته وكيانه وجماهيره ومحبيه وأيضا مع نهجه ونظريته التي أسسها في الموسم المنصرم.. أما لماذا هذا التحدي..؟! الإجابة ببساطة.. لأن الجميع من غير الفتحاويين يعتقد أن ما تحقق لهم هو سحابة صيف لا أكثر.. بل البعض يجاهر ويراهن بعودة أزرق الساحل الشرقي لفرق الوسط أو المؤخرة والبعد نهائيا عن دائرة المنافسة.. وهذا الجدال القائم في الأوساط الرياضية ليس ببعيد عن أنظار وآذان صناع القرار في الفتح.. فهم يسمعون مثل هذه الأقاويل ويتسلحون بالصمت والرد عبر الملعب.. وهي صفة امتاز بها أبناء النخيل الباسقات في الموسم الماضي..!! أتفق كثيرا مع الرأي القائل إن هذا الموسم هو أصعب المواسم على حامل اللقب.. فهو تحت المجهر من الفرق التي دونه وتسعى لتفوق عليه.. ومن الفرق الكبيرة التي تترقب تسديد الديون والثأر لخسائر الموسم الماضي.. وفي كلتا الحالتين يتطلب من الفتحاويين مضاعفة الجهد البدني والفني عما كانوا عليه في الموسم الماضي.. بل إن الأمر يتطلب حضور الجانب النفسي بدرجة أكبر ووعي أكثر.. لا سيما إذا تلقى الفريق أي خسارة في الجولات الأولى من الدوري لأنه لم يتعد على ذلك في منافسات الدوري في الموسم الماضي..!! وأتفق أيضا.. مع الرأي القائل إن الفتح سينافس هذا الموسم بغض النظر عن المحافظة على اللقب من عدمه.. فالواقع الملموس يؤكد أن كوكبة فتحي الجبال ما زالت تملك مقومات النجاح والتفوق.. وتؤكد أيضا رجاحة الفكر الداعم لها والمتمثل في العفالق والراشد وإدارة النادي.. والمساندة الفعلية من رجال المال الجبر والموسى وغيرهما من أعضاء الشرف الفاعلين.. والأهم من ذلك كله أن ثقة الفتحاويين في أنفسهم وقدراتهم كبيرة جدا.. وهذا يكفي ليكون الفتح قويا هذا الموسم..!! ادعموا الفتح فهو فريق طموح.. ويعزز المنافسة ويوسعها.. ويعطي بارقة أمل للفرق الطموحة في الوصول إلى القمة..!! ** نعم.. الفتح ما زال الأغنية التي تطربنا ولم نمل من سماعها..!! الفتح.. الهول واليامال على ضفاف الخليج.. والنخيل الذي لم يحن قامته لعوامل القلع والإهمال..!! هو الفتح الذي أسس لنظام جديد في منافسات الكرة السعودية.. وكفى..!!