تقول العبارة الشهيرة "الوصول الى القمة صعب لكن المحافظة عليها أصعب"، ولعلها ستكون اللافتة الأهم أمام بطل الدوري للموسم المنصرم الفتح، عندما ينطلق برنامج الدوري السعودي للموسم الجديد، ومن الإنصاف القول: إن الفتح حقق لقب الدوري بكل جدارة واستحقاق، دونما انتظار لنتائج المنافسين، بل تشبث بقمة الدوري منذ الجولات الأولى لانطلاقته، فأضحت النهاية السعيدة لجماهيره، عندما سجل الفتح سبقا تاريخيا لأندية الأحساء، بدخوله سجل أبطال الدوري السعودي من أوسع أبوابه، فكان لإدارته الشابة النموذجية فكرا وتعاملا اليد الطولى بعد الله، في تحقيق الانجاز التاريخي الأول للنموذجي، وهو الإنجاز الذي يقف خلفه أيضا مدرب الفتح التونسي فتحي الجبال، ولاعبوه النجوم، فجاءت الصدارة المستحقة منذ بداية الدوري وحتى ختامه، رغم أن كثيرين كانوا ينتظرون سقوطه في كل محطة من محطات الدوري ال 26، فيما كان الفكر الإداري الاحترافي يبحر بسفينة الفتح، حتى رست ختاما في شواطئ الإنجاز الذهبي المستحق، وبأدوات بسيطة، تقدمها الاستقرار الإداري والفني، وروح اللاعبين وحماسهم المتقد، والأهم هو تحقيق اللقب بأبسط الميزانيات المالية رقما وهو ما أحرج إدارات الأندية الكبيرة، التي عجزت في الموسم الماضي عن تحقيق ما حققته إدارة النموذجي، بعد أن جسدت تجربة ثرية في الملاعب السعودية، تستحق الدراسة والاقتداء، كان عنوانها الفكر الناجح. وعودا علئ بدء، فإن الأجهزة الإدارية والفنية وكذلك لاعبو الفتح، يدركون قبل الموسم المقبل أن المهمة أصعب في الحفاظ على اللقب، والبقاء في دائرة المنافسة باستمرار التوهج، ومن المهم أن تكون تجهيزات بطل الدوري لبدء الموسم الجديد، على مستوى التطلعات والطموحات المنشودة من محبيه ومن جماهيره، فالمرحلة المقبلة أصعب بكثير على "النموذجي" في ترسيخ أقدامه بين الكبار، وعدم التوقف عند المحطة السابقة، خصوصا أن الفتح سيكون أول السفراء السعوديين في البطولة الآسيوية المقبلة، غير الاستحقاقات المحلية للموسم الجديد، وأولها بطولة الدوري التي كان في الموسم المنصرم فارسها الأول.