يلاحظ المتابع لأعمال التشكيلي السعودي يوسف إبراهيم أن لوحاته الحروفية تجمع بين الحرف والموسيقى واللون حتى يخيل للمتلقي وزائر المعرض أن لوحة هذا الفنان تصدح بالغناء في أروقة الصالة، فهو فنان تشكيلي متميز وشاعر مرهف الإحساس، وأحد أبرز الوجوه في المحترف السعودي، وله اكثر من 250 مشاركة في معارض محلية وإقليمية ودولية، كما حاز على العديد من الجوائز الدولية أهمها جائزة المركز الثاني والقصبة الفضية في المسابقة العالمية مسابقة مكةالمكرمة الدولية للخط العربي2012م والمركز الثاني بجائزة الدكتورة سعاد الصباح بملتقى الكويت الثالث للابداع التشكيلي الخليجي 2012م. كما عرضت أعماله في العديد من الدول والعواصم العالمية منها الولاياتالمتحدةالامريكية– بريطانيا– فرنسا– أستراليا– اليابان. حاورنا الشاعر والفنان التشكيلي يوسف إبراهيم حول الخط العربي من منظور شاعر وفنان تشكيلي: كخطاط وشاعر.. ما مدلول الحرف العربي في أعمالك الفنية؟ - الخط العربي حرفة كان أو فنا فهو جميل بذاته ويبقى جميلا, ولكنني على المستوى الشخصي أعتبره فنا وفنا راقيا ومن أرقى أنواع الفنون التشكيلية الأخرى, وهو دائم التطور عندما يجد من يخدمه ويتعرف على أسراره وإمكاناته أكثر. مضيفاً: يحتاج الخط العربي إلى فكر يستطيع ربط جماليات الحرف العربي مع إمكانيات الفنون التشكيلية الأخرى ولكن بحرص وعناية وقد يتمكن البعض من صنع هذه العلاقة, والتي لا أدعي أني في محاولات لصنع هذه العلاقات الموسيقية بين الخط العربي واللون والموسيقى في أعمالي الحروفية التشكيلية, والتي أعتقد أنها نضجت إلى حد ما بعد تجارب ومحاولات لأكثر من ثلاثين عاما. هذه التجربة أخذت مني أكثر من ثلاثين عاما من التجربة والمحاولة والدراسة خلصت إلى أن الحرف العربي بقوته ورصانته وانسيابياته وتداخلاته يوفر لنفسه داخل أي مسطح الجمال الكافي له ولباقي العناصر في العمل الفني من لون أو كتلة أو فراغ. فأنا أقول ان رئاسية الخط العربي والحرف العربي هي الطاغية مهما كان المحيط في العمل الفني من لون أو عناصر أو فراغ. ومعاصرية الفنون الإسلامية هي التلاقح بين الموروث من الفنون وبين الحداثة وما داخلها من تقنيات وأساليب حديثة وهذا التلاقح حقيقة أثرى الفن الإسلامي كما أن الفن الإسلامي أعطى التقنيات الحديثة زخما ورصانة وقد نتج من هذا التلاقح فنا راقيا أعتقد أنه أعطى أبعادا جديدة لإرث وموروثات كانت في أرفف التاريخ لولا تزاوجها وتلاقحها مع مختلف الفنون المعاصرة التي تتسارع بشكل كبير في وقتنا الحالي. كخطاط سعودي ما الرؤى لتنمية موهبة الخط العربي لدى الناشئة؟ - الخط العربي يبقى وإن كان هناك من يحاول بقصد أو غير قصد التقليل من ماهية الحرف وروعته وبريقه ولكنه يبقى بقاء الزمن وبقاء الإبداع وبقاء الجمال. والناشئة على عاتقهم تبقى مسئولية المحافظة على هذا الإرث العظيم وذلك مدعم بنقل هذا الجمال من خلال الرواد في هذا المجال, ويجب على الجميع روادا وناشئة استشعار قيمة هذا الفن العظيم ومسئوليتنا تجاهه وأن نعمل جاهدين وجادين في المحافظة عليه من خلال وزارة الثقافة والجمعيات الفنية المختلفة والأنشطة الموجودة والفعالة في هذا المجال. وما الأنشطة في تقديركم التي تعزز أهمية الخط العربي؟ - سابقا كانت النظرة قاصرة أو قاسية على الخط العربي من قبل الفنون التشكيلية الأخرى, ولكن مع الاهتمام من قبل الخطاطين أنفسهم أولا وبعض الجهات الأخرى بدأت تتضح أهمية وجمالية الحرف العربي عموما كفن إسلامي عربي راق استطاع أحيانا أن يبز أنواعا أخرى كثيرة من الفنون التشكيلية المختلفة. ولتعزيز هذا الفكر لدى الجميع وأخص جمعيات الثقافة والفنون يجب أن يتم توضيح جماليات الحرف أولا وتوضيح الارتباط التشكيلي الفريد بين الخط العربي ومختلف أنواع الفنون الأخرى وهذا يتم من خلال عقد ورش العمل المتخصصة في هذا المجال. والتواصل بجماعات الخط العربي المحلية والاقليمية والعالمية, كما يجب تسليط الضوء على رواد هذا الفن في المملكة العربية السعودية الذين كان لهم بصمات جميلة في هذا العالم الجميل, وأيضا التواصل فيما يخص الحروفية والحروفيين الذين أصبحت لهم مناهج وطرائق مختلفة في التعامل مع الحروف العربية لإظهار امكانياته وجمالياته.