يعلم معاليكم أن الأخطاء الطبية أصبحت مسألة مزعجة ومرضا عضالا في بنية الكادر الطبي التأهيلية الذي أصبح بحاجة إلى علاج ناجع منها ومن البيروقراطية التي تنهش الهيكل الصحي مما نتج عنه قصور في الأداء ومشكلات تزيد من معاناة المرضى، وبالتالي فاننا في الواقع أمام خلل بنيوي في المنظومة الصحية يتطلب المراجعة وتوظيف الإمكانات المتاحة على ضخامتها من أجل تقديم خدمات صحية متطورة ومواكبة ترتقي إلى طموحاتنا وتطلعاتنا. أعرض على انظار معاليكم قصة لا أتوقع أن تكون الأخيرة في سياق المشكلات الصحية والعلاجية التي نعاني منها، وهي حالة نشرتها هذه الصحيفة لطبيب اضطر لبتر قدم مواطن بعد أن تسبب تعطل نظام التكييف ببرج الدمام الطبي في تعفن قدمه المصابة في حادث مروري بعد أن أجريت لها عملية جراحية سابقة. للحقيقة أجدني مذهولا من هول الحالة والمعاناة والمأساة، ولا أطلب تعليقا من الشؤون الصحية أو المستشفى، ولكن من معالي وزير الصحة شخصيا فهذه ضمن مسؤولياته، ولا يمكن تبرير الوضع أيا كانت الظروف كما يتم تبرير الأخطاء الطبية بكلام علمي عميق لا يفهمه الضحايا فيكتفون بالحسبلة والشكوى لله المواطن الذي أحضره اخوته يحملونه إلى طوارئ المستشفى المركزي بالدمام جراء تعرضه لحادث مروري تعرض أيضا إلى الإهمال منذ لحظة دخوله فلم يجد أبسط حقوق الرعاية، بعد أن وقف الممرضون بقسم الطوارئ يتفرجون عليه ويوجهون اخوته بحمله ونقله من قسم لآخر وهذه ليست من مهامهم. يقول المواطن: نقلني اخوتي إلى الطوارئ الساعة الواحدة فجرا ولا يربط ساقي بجسدي سوى قطع من اللحم والجلد، ولم يكلف أحد من الممرضين نفسه لنقلي، حيث كان ينقلني من أقسام المستشفى إخوتي في وضع غير صحي وغير طبي وغير انساني. ويضيف في تمام الرابعة فجرا، قرر الطبيب اجراء عملية جراحية لكي ينظف الجرح ويلملم القدم ويخيطها، وبالفعل صعدنا إلى قسم العمليات وأجريت العملية وأخرجوني إلى غرفة الإفاقة ولم ينقلوني للعناية المركزة لعدم وجود مكان شاغر، فمكثت فترة طويلة في غرفة الإفاقة، ثم نقلت إلى إحدى الغرف في البرج الطبي بالمستشفى، وأصبح الطبيب في كل يوم ينقلني إلى غرفة العمليات لكي ينظف الجرح ويغير ضماده وقد تحسنت قدمي وأصبحت أحرك أصابعي، وأخبرني الأطباء أن الدم بدأ يجري فيها، يتابع المواطن سوء تعامل طاقم التمريض في القسم وعدم الاهتمام بسرعة التعقيم كان سببا آخر لتردي حالة قدمي، مضيفا ان أسرته أحضرت له مكيفا متنقلا ومروحة داخل الغرفة لتخفيف شدة الرطوبة والحر، وفجأة وإذا بالمستشفى وكأنه «حمام سونا» حيث تعطلت أجهزة التكييف وبدأ العرق يتصبب من جسمي كله وبدأت قدمي تتعفن ورائحتها تملأ الأرجاء، والألم يكاد يقتلني حتى أن الأقسام الأخرى يسمعون صراخي في وضع مأساوي. ويضيف المواطن «حضر الطبيب وأخبره إخوتي بأن قدمي أخذت بالتعفن والدم بدأ يسيل منها بكميات كبيرة، فأوضح الطبيب أن التكييف عطلان عن المستشفى ولا يملك أن يفعل شيئا، بعد ذلك أخذت إلى غرفة العمليات لكي أغير ضماد الجرح وإذا بغرفة العمليات أشبه ما تكون بالمسلخ من حيث القذارة والرطوبة، وقد فتحت فيها الأبواب والنوافذ وبحكم أنني في حالة تخدير فقد أوضح لي إخوتي أن أحد مرافقي الطبيب الذي يباشر العملية قد أغمى عليه من الروائح والرطوبة داخل الغرفة ما جعلهم ينقلونه إلى الخارج». وللحقيقة أجدني مذهولا من هول الحالة والمعاناة والمأساة، ولا أطلب تعليقا من الشؤون الصحية أو المستشفى، ولكن من معالي وزير الصحة شخصيا فهذه ضمن مسؤولياته، ولا يمكن تبرير الوضع أيا كانت الظروف كما يتم تبرير الأخطاء الطبية بكلام علمي عميق لا يفهمه الضحايا فيكتفون بالحسبلة والشكوى لله، فهل وصلت الرسالة الى مقامكم الكريم ؟ أم الأمر بحاجة لمزيد من الايضاح؟ كابشن maaasmaaas @ : twitter