تعتبر شركة المشروبات الغازية المسماة (كوكا كولا) من أكبر الشركات في العالم و أكثرها انتشارا و تم إنشاء هذه الشركة بمدينة (أطلانطا) الأمريكية قبل أكثر من مائة عام. و تعتبر معادلة خلطة المشروب من أهم الأسرار التي تمتلكها أي شركة في العالم. و تبلغ مبيعات هذه الشركة بالبلايين. و قد كانت التركيبة محفوظة في خزانة بنك (سن ترست). و السؤال الآن هو ما هي العلاقة بين السودان و مشروب الكوكا كولا؟ يعتبر الصمغ العربي الذي تنتجه السودان له خاصية لا تتوافر في أي صمغ في العالم. و توجد به مادة كيميائية لو تم فصلها فإنها تعطي الكوكا كولا نكهة خاصة و مختلفة عن أي مشروب غازي. و إلى الآن لا يعرف أحد عن تركيبة المعادلة. و يعتبر الصمغ السوداني أهم جزء من التركيبة الخاصة بالمشروبات الغازية لجميع الشركات في العالم. و لكن تبقى شركة الكوكا كولا الأكثر محافظة على سرية الخلطة. و قد لا يعلم الكثير بحدة التنافس على الصمغ في السودان ليس بين الشركات فحسب، بل بين حكومات الدول. و قد حاولت فرنسا أن تستحوذ على هذا السوق. و كذلك قد لا يعلم الكثير أن السفير السوداني في العام 2007م قد هدد أمريكا بأن يحرم الشعب الأمريكي من مشروب الكوكا كولا في حالة أي تصادم سياسي فيما يخص دارفور. بل انه قام بوضع زجاجات كوكا كولا حوله أثناء إلقاء كلمته في واشنطن. وبعدها قامت فرنسا بتقديم 25 مليون دولار لتشجيع المشاريع الخاصة بالصمغ العربي. ومعلوم أن شركات المشروبات الغازية لا تضع اسم الصمغ السوداني في المكونات حتى تحد من ارتفاع أسهمه وبالتالي ستزيد من قيمته مما يتسبب في انخفاض أرباح الشركات. و يسأل الكثير عن سبب عدم استغلال السودان أهمية الصمغ في صناعة المشروبات الغازية. و يرجع السبب إلى أن الصمغ في السودان يتعرض لتدخلات الحكومة بين الحين والآخر مما يتسبب في منافسة غير مجدية ويقوم بعض المزارعين بتهريبه لدول الجوار وسوء الطرق والتسويق, رغم أن السودان أنشأت شركة الصمغ العربي في الستينيات من القرن الماضي. وفي الوقت الحالي، لو قامت الحكومة السودانية بتنظيم زرع و تصدير الصمغ باتفاقيات قانونية، فإن دخل السودان من الصمغ سيفوق دخلها من البترول. تويتر: @mulhim12