وضع الرئيس اللبناني ميشال سليمان قبل يومين، النقاط على الحروف فيما يتعلق بمعضلة حزب الله اللبناني، وسلوكه وسلاحه وخطر سلاح الحزب على السلام اللبناني وأمن البلاد. وفي الحقيقة فإن حزب الله، حزب لبناني اسماً، وفعلاً هو حزب إيراني الولاء والمنهج والمهمة، وليس له علاقة بلبنان سوى أنه يستخدم لبنان مسرحاً لنشاطاته وتنفيذ استراتيجية المؤامرات الإيرانية في الوطن العربي، وفتنها وزرع بذور الكره في البلاد العربية بدءا من لبنان. ويمثل الحزب غرفة عمليات إيرانية مهمتها بذر الاضطرابات في الوطن العربي من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن ودول الخليج، وتجنيد الشباب العربي ليكون جنوداً في الحروب الإيرانية العسكرية والجاسوسية والإعلامية والفكرية، والتغرير بهم ليكونوا ضحايا ومتآمرين على أوطانهم، في سبيل العربدة الإيرانية وسلوكياتها العدوانية في المنطقة. وينفذ كل أعمال الفتن والجرائم تحت ستار فلسطين والمقاومة، وهذه حبكة لم تعد تنطلي الآن على العرب بعد أن شارك الحزب في تدمير سوريا وولغ في دماء السوريين وبالذات الذين استضافوا اللبنانيين الجنوبيين الهاربين من مغامرة الحزب عام 2006. ويمثل حزب الله الخطر الأكبر على لبنان لأنه يدخل لبنان في حروب إيران العدوانية في الوطن العربي ولا مصلحة للبنان فيها، وإنما على لبنان واللبنانيين فقط دفع الفواتير، من الاقتصاد اللبناني والدم اللبناني والاستقرار في لبنان كي تقر عين الولي الفقيه في طهران. وفي الأصل فإن أي حزب مسلح يمثل مشكلة أمنية وسياسية في أي بلد بالعالم، فكيف بحزب لبناني مسلح يعطي ولاءه وروحه لبلد يحكمه نظام عدواني السلوك يبعد مسافات طويلة عن لبنان، ودائماً يستعد الحزب، للتضحية بلبنان واللبنانيين وكل المصالح اللبنانية في سبيل إيران. وما ينهض به حزب الله في لبنان وفي غيره من البلدان العربية، هو استراتيجية طبيعية ومهمة تتفق مع قرار تأسيس الحزب ووظيفته. فإيران لم تؤسس حزب الله كي ينثر الزهور في لبنان ولا ليساعد الاستقرار في هذا البلد الشديد الحساسية ولا ليحرر فلسطين، وإنما أسست الحزب ومولته ووظفت رجاله كي يكونوا خداماً لها وليكون الحزب أداة إيرانية تتدخل في المكان والزمان الذي تختاره طهران، وليست لبنان بالنسبة للحزب إلا مسرح عمليات لا غير. لهذا فالحزب وسلاحه يشكلان معضلة وخطراً على لبنان واللبنانيين، لأن الحزب تحول بتخطيط إيراني وبدعم من نظام الأسد في سوريا إلى دولة داخل دولة، له استراتيجيته العسكرية وعلاقاته وتجارته وتمويلاته واتصالاته المستقلة عن الدولة اللبنانية، وهو ليس معنيا بأي قرار تتخذه الدولة اللبنانية، وقرارات الحرب والسلام التي يلتزم بها الحزب تخطط وتصمم وتتخذ في طهران، والدولة اللبنانية اخر من يعلم. وسبق أن أعلن الحزب قرار الحرب في سوريا، تنفيذا لأوامر إيرانية، من دون إخطار الدولة اللبنانية أو التشاور معها أو حتى التفكير برد فعلها. وسبق أن ورط الحزب لبنان في حرب مع إسرائيل عام 2006 بقرار منفرد دفع لبنان واللبنانيين فواتيرها وآلافا من الضحايا وتدميرا واسعا في لبنان. وينخرط الحزب حالياً في حرب بالمستنقع السوري وهو قرار لا يعرف الحزب مدى خطورة نتائجه عليه وعلى لبنان، إذ لا يبدو أن السوريين سوف ينسون يوماً جرائم ميلشيا الحزب ومذابحه في صفوف السوريين وتدمير مدنهم، والتمثيل بأبنائهم وانتهاك أعراضهم.